العلاقات الأميركية الإسرائيلية تمر بمرحلة مثيرة
روجر كوهين
تمُر العلاقة الإسرائيلية الأميركية بمرحلة مثيرة، إن شئت سمها فترة هدوء سامة. فلقد خف النقد اللاذع المتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، ولكن لا يزال هناك خلل في العلاقة الخاصة.
قام أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي قريباً بوصف السفير الأميركي لإسرائيل دانيال شابيرو بأنه "صبي يهودي صغير"، لأنه قال إنه يتم الكيل "بمكيالين" عند تطبيق القانون على الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية، وإن كثيراً من الإسرائيليين يأخذون القانون بأيديهم في الضفة الغربية، دون أن تضع الحكومة حداً لذلك.
إن ما كان يقوله شابيرو واضح للجميع، فالمستوطنون الإسرائيليون مواطنون تحق لهم الحماية الكاملة تحت القانون المدني، أما 2.8 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية فليسوا كذلك. فعقود النسيان التي مروا بها تجعلهم يعيشون في حالة دائمة من أن يكونوا عُرضة للقوانين العسكرية الإسرائيلية، وإسرائيل بدورها تمارس سياسة تآكل في الضفة مشجعة بذلك المستوطنين لأخذ القانون بأيديهم.
المثير هو أن شابيرو اختار أن يتحدث علناً، وهو ما يعكس الإحباط الحاد الذي وصلت إليه إدارة أوباما بسبب السياسات الإسرائيلية، التي تُكرس ما وصفه وزير الخارجية الأميركي جون كيري بحقيقة الدولة الواحدة. وهذه الحقيقة تعني أنه لا يمكن لإسرائيل أن تبقى دولة ديموقراطية ويهودية في الوقت ذاته.
وصدر تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" هذا الشهر، وصف هذه الحالة بالقول: تقوم إسرائيل من ناحية بتوفير الأرض والماء والبنية التحتية والمصادر والحوافز المالية للمستوطنين، وأحياناً للأعمال التجارية لتشجيع تمدد المستوطنات. وتقوم من ناحية أخرى بمصادرة الأراضي الفلسطينية، وتقتلع الفلسطينيين، وتحد من حرية حركتهم، وتمنعهم من البناء إلا في 1 % من المساحة الواقعة تحت سيطرتها في الضفة الغربية، وتحد بصرامة من حصولهم على الماء والكهرباء".
وينبغي التنبيه على أن حالة الإحباط لا تقف عند الإدارة الأميركية فقط، بل إن المجتمع اليهودي الأميركي أصبح منقسماً، فيتزايد النأي بالنفس عن السياسات الإسرائيلية بين الشباب اليهود الذين يرونها غير عادلة وغير قانونية وغير أخلاقية ومؤدية إلى الهزيمة الذاتية. ففي حرم الجامعات هناك حركة "بلاك لايفز متر"، وتعني (حياة السود مهمة)، التي ركَّزت على قضايا الظلم والقمع، ومن السهل مقارنتها بالقضية الفلسطينية حتى لو افتقدت تلك المقارنة إلى الشبه التام.
من هنا يصبح من الصعب بمكان الدفاع عن دعم إسرائيل، عندما تكون لديك حكومة إسرائيلية يمينية تتضمن وزراء متعصبين يحتقرون الحركة الوطنية الفلسطينية. وإن كان نتنياهو الآن يعد إسرائيلياً معتدلاً، فكيف يكون حال الإسرائيلي التوراتي المتعصب؟
يجب إغلاق الثغرات في قوانين الضرائب الأميركية، التي يستفيد منها المستوطنون، ويجب تمييز منتجات الضفة الغربية، حتى يستطيع المستهلك اتخاذ قرار مبني على علم. ويجب الضغط على الشركات كي تلتزم بمسؤولياتها تجاه حقوق الإنسان، وتتوقف عن أنشطتها التجارية في المستوطنات، كما قالت "هيومان رايتس ووتش".
الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/02/01