تحية للأصدقاء الأوفياء
علي آل غراش
من أهم الأشياء الجميلة في حياة الإنسان التي لا تقدر بثمن؛ هي الصداقة الصادقة فهي بمثابة الروح للجسد. الصداقة علاقة إنسانية ووجدانية راقية تستحق الاعتناء والاهتمام، فبدونها لا حياة ومال ولا غيره ينفع.
الصديق الحبيب الوفي الصادق المنصف... هو الروح والسند، وهو خير معين لتجاوز الطريق، والتغلب على الظروف الصعبة في هذه الدنيا القصيرة والمظلمة والحقيرة ... .
وما أحوج المرء في كل وقت للأحبة (الأوفياء الصادقون المخلصون ..) الذين يحرصون على مساندة وحفظ الصديق في محنته وغيبته ووفاته، والإيثار والمبادرة بالخدمة والعطاء والتفاني، والمساهمة والشعور بحالة وحاجة الصديق دون كلام، فالصداقة حالة انسجام بين الأرواح.
والأصدقاء كضياء الشمس يضيؤن حياة أحبتهم مهما كانت الظروف صعبة والطرق مظلمة ووعرة، وكالبلسم الشافي للجروح الغائرة، ومصدر الفرح والسرور.
الصداقة الحقيقة تقوم على العناية والاهتمام والتنازل للوصول لمرحلة المحبة الصادقة. والأصدقاء الأحبة الأوفياء، حاجة طبيعية وروحية وعملية، فالكل بحاجة للصداقة والأصدقاء للشعور بالراحة والأمان والفرح، ولتجاوز الظروف والمحن، ومواجهة التحديات في كل زمان ومكان، وبالخصوص في ظل هذا العصر المادي الصعب.
الصديق الوفي الخليل هو توائم الروح، وكما قال الإمام علي عليه السلام: "الصديق نسيب الروح، والأخ نسيب الجسم". وهو بلسم الحياة بل هو الحياة، بدونه يعيش المرء الوحدة والملل والتعب والضيق والانهيار ...فهو يستحق التضحية والتنازل لأجل التمسك به.
فالدنيا وما فيها لا تستحق حزن ودمعة صديق حبيب، فكيف خسارته أو رحيله.
... وما أصعب الابتعاد أو رحيل الصديق والخليل والحبيب والأحبة فجأة، فالموت يأتي بغتة ويأخذ من نحب دون مقدمات، فلا تنفع دموع الفراق ولوعة الشوق.
عبروا عن مشاعركم وحبكم واهتمامكم لمن تحبون، وبادروا بالتواصل والاعتذار لكل صديق قبل موعد الرحيل.
حتما القلب حزين على رحيل من نحب من حياتنا، فرحيلهم طعنة للقلب ودمعة لا تجف.
في هذه الأيام العظيمة الوداعية من شهر رمضان المبارك، نسأل الله تعالى أن يتقبل صيام وطاعة أهلنا وأصدقائنا الأحبة الأوفياء، وأن يجعلهم من الفائزين بجوائز هذا الشهر الفضيل الفوز بالجنان والعتق من النار، وأن يرحم الموتى منهم ويجعل قبورهم رياض من الجنة.
تمسكوا بالأحبة وتواصلوا معهم قبل أن يرحلوا. ما أصعب فراق من نحب الصديق الخليل.
تحية شوق وإخلاص وإكبار لكل الأصدقاء الأوفياء، ودعوات بالرحمة على روح من رحلوا عنا، وما أجمل الوفاء للصديق وحفظه في حياته ومماته. قال إمام البلاغة والفصاحة الإمام علي -عليه السلام- : ((لا يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلَاثٍ فِي نَكْبَتِهِ وَ غَيْبَتِهِ وَ وَفَاتِهِ)).
الصديق الوفي الحقيقي هو الذي يقف ويتضامن ويساند صديقه مهما كانت الظروف والتحديات والأزمات، حتما من يتعرض لوعكة صحية أو أزمة مادية أو للاعتقال التعسفي الجائر له أصدقاء فينبغي على الأصدقاء مساندته والتضامن معه ومع عائلته من باب الوفاء.
والوفاء للصديق ليس فقط في الحياة بل تمتد ما بعد الموت بذكره والترحم عليه والتواصل والاعتناء بأهله.
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ** صديق صدوق صادق الوعد منصفا.
أضيف بتاريخ :2018/06/14