كولوه ركب زبالة
عبدالله المزهر
ولغير الناطقين بالأوردو، فإن العنوان يعني باللغة العربية ـ المغلوبة على أمرها »ضعها كلها في صندوق القمامة «، وضمير الغائب في الجملة السابقة يعود على »السير الذاتية« للباحثين عن وظائف لدى الشركات التي استعرضت مفاتنها في يوم المهنة الذي أقيم في جامعة الملك سعود قبل أيام.
وهذه العبارة العميقة التي تصلح لتكون مقدمة لأغنية أو نشيد »وطني« وردت في مقطع مصور لأحد عمال النظافة وهو يقوم بمهمة التخلص من السير الذاتية سالفة الذكر.
وأيام المهنة هي تقليد برعت فيه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ـ بسبب تميز خريجيها ـ ثم توالدت منه نسخ أخرى تتشابه في الشكل وتختلف في المضمون. وفكرة هذا اليوم تتلخص في أن تجتمع الشركات الباحثة عن موظفين في مكان واحد وفي زمن محدد لكي يسهل على الباحث عن وظيفة أن يشاهد رفضهم الجماعي بدلا من الرفض المنفرد الذي يكلف الكثير من الوقت والجهد والمال.
وغالبا، فإن من يمثل الشركات في مثل هذه الأيام المباركة هم أناس ليس بأيديهم لا حل ولا ربط ولا يستطيعون توظيف أحد، وتنحصر مهمتهم على إخبار المتقدم بأن يذهب لموقعهم الالكتروني ويدخل بياناته قبل أن يتولى برنامج ما مهمة »كولوه ودي ديليلت«، وهذا أمر يمكن القيام به دون حاجة للمعارض والاستعراض والمنة التي تمنها الشركات على المتقدمين مع أنها لم تقدم لهم أي شيء!
وعلى أي حال.. صبرا »آل عاطل« فالبحث عن »وظيفة« ليس أمرا سهلا، وكما قال المتنبي حين شاهد أخا بنغاليا يرمي سيرته الذاتية التي قدمها لشركة الاتصالات الحمدانية:
ذريني أنل ما لا ينال من العلا
فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
تريدين لقيان المعالي رخيصة
ولا بد دون الشهد من إبر النحل
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/02/04