قنبلة في كلّ 12 دقيقة! الجريمة ضد الإنسانية متواصلة!
د. نبيل نايلي
“نحن نعيش في حالة حرب دائمة، Perpetual war، ونحن لا نشعر بذلك أبدًا. وفي الوقت الذي يمكنك فيه الحصول على مثلّج لطيف في مكان ما وفي ساعة ما، يتم فيه قصف شخص آخر باسمك”. الممثل الكوميدي والكاتب والممثل الأمريكي والناشط لي كامب، Lee Camp
“بينما تجلس لتجادل شابا يافعا في دار للسينما، يتم اغتيال شخص ما باسمك. بينما ننام ونأكل ونتمتع بيوم مشمس، يجري تفجير منزل شخص ما، وعائلة ما، وتنسف حياة شخص ما و يمزّق جسمه قطعا بأسمائنا”. مرة في كلّ 12 دقيقة! هذا ما كتبه الناشط لي.
فالجيش الأمريكي يلقي من القنابل المتفجرة ما لا يكاد المرء يستوعبه وذلك كلّ 12 دقيقة! أمر غريب، إذا أخذنا يعين الاعتبار أنّ الولايات المتحدة –نظريا-ليست في حالة حرب، مع أحد. أ لا يعني ذلك صفرا من القنابل؟ أليس كذلك؟
أبدا! فنحن نعيش في عالم يتصرف فيه البنتاغون وكأنه خارج السيطرة تماما. منذ أسابيع قليلة، كتب لي كامب عن مبلغ 21 تريليون دولار –نعم 21 تريليون دولار، وهذا ليس مطلقا خطأ مطبعيًا- لم يتم الكشف عنه في البنتاغون! ولكم أن تخيلوا كم عدد القنابل التي يمكن أن يشتريها مبلغ فلكي كهذا!
لقد ألقى جيش الرئيس جورج دبليو بوش 70 ألف قنبلة على 5 بلدان. مسألة لم تزعج أبدا المجتمع الدولي. وكانت هناك 57 ضربة وغارة في كلّ من باكستان والصومال واليمن، دول من المفروض أنها لا تخوض حربا مع الولايات المتحدة. وأفاد مكتب الصحافة الاستقصائية أنه في عهد الرئيس باراك أوباما حصلت “563 ضربة غالبًا بطائرات بلا طيار استهدفت كلاّ من باكستان والصومال واليمن
ليس القصف من خارج منطقة حرب هو انتهاك شنيع للقانون الدولي والمعايير العالمية فحسب، بل هو أيضًا جريمة تقترف تحسّبا من أخرى، وما يفعله البنتاغون هو تماما ما حذر منه فيلم “ماينوروتي ريبورت، Minority Report”.
ترى لو أخذت العبرة من “1984” ، أ كان سيُسمح بوجود وكالة أمن اقومي، ولو أعتبر من “تارمينيتور، The Terminator” ، أ كان سمح بوجود حرب بدون طيار؟ ولو أستمع لعظة “ماتريكس، The Matrix “، هل كان سيسمح للغالبية العظمى من البشر بـ”الضياع في الواقع الافتراضي، والتيه في هذا الخواء بينما تغرق المحيطات في مستنقع من النفايات البلاستيكية وتموت في صمت”؟!!
كان هناك في الأساس تعتيم إعلامي مطبق حين كان أوباما رئيساً، ويمكن فقط الاعتماد على أحد التقارير الإعلامية السائدة حول حملات البنتاغون اليومية في ظلّ فترة رئاسته. وحتى عندما كشفت وسائل الإعلام عن ذلك، كان الشعور الكامن هو “نعم، ولكن انظروا كم هو خيّر هذا الأوباما حتى وهو يوقّع قوائم الموت! The Death List “!
فكروا للحظة وضعوا جانبا فكرة أن “الأسلحة الأمريكية ذكية” بحيث تضرب فقط “الأشرار”. فهذا ديفيد دي غراو، David DeGraw، ” يقول ووفقا للوثائق الخاصة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فإن الأشخاص المدرجين في قائمة القتل، الذين استهدفوا بالموت من دون طيار، لم يشكلوا سوى 2٪ جرّاء الغارات والضربات!!!” سوى 2٪ فقط!
لكن القنابل الـ 70.000 التي ألقاها بوش كانت مجرّد لعب مقارنة بأوباما الذي أطلق 100.000 قنبلة على 7 دول، والعهدة على دي غراو. أ ليس مثيرا للسخرية أن يتم ترشيح هذا الأوباما لنيل جائزة نوبل للسلام وهو من قتل العديد من المدنيين الأبرياء؟
تظهر أرقام البنتاغون أنه خلال السنوات الثماني التي قضاها جورج دبليو بوش في الحكم، بلغ متوسط عدد القنابل المسجّلة 24 قنبلة في اليوم، أي ما يعادل 8.750 قنبلة في السنة. وعلى مدار فترة أوباما الرئاسية، ألقى جيشه 34 قنبلة في اليوم، أي 12.500 قنبلة في السنة. وفي السنة الأولى التي قضاها ترامب في منصبه، بلغ العدد 121 قنبلة في اليوم، أي بمجموع سنوي يعادل 44.096
وتم، تحت فترة رئاسة دونالد ترامب، إلقاء 5 قنابل كلّ ساعة من كلّ يوم ليصل متوسّطه إلى قنبلة كلّ 12 دقيقة!!
“ما المفزع فعلا – الكم الهائل من الموت والدمار الذي نخلقه في جميع أنحاء العالم، أم حقيقة وسائل الإعلام الرئيسية التي تتغاضى عن ذلك لتركّز أكثر على عيوب ترامب”؟ يسّاءل لي. يقولون أنه شخص عنيف ومتعجرف ومتجهّم ووو -وذلك دقيق بعض الشيء-، ولكنّهم يتغاضون عن “مذبحة الحرب الدائمة التي ترتكبها القوات الأمريكية بإلقائها قنبلة كلّ 12 دقيقة، والتي تقتل 89 في المائة منها أبرياء
الصحفي ويتني واب،Witney Webb كتب أخيرا ، “ما يثير الصدمة فعلا هو أنّ أكثر من 80 في المائة من القتلى لم يكونوا معروفين في وثائق وكالة المخابرات المركزية. وتمّت تصفيتهم لأنهم صُنّفوا ببساطة في عداد “المقاتلون الأعداء، enemy combatants ” .
لي يخلُص –محقا- إلى القول: “نحن أمة مارقة ذات جيش مارق ونخبة حاكمة غير خاضعة للمساءلة. أنا وأنتم والحكومة والجيش، الكلّ في هذا المجتمع، مساهمون في القتل كلّ 12 دقيقة بصمتنا المتواطئ. إنها جريمة ضد الإنسانية”.
هلاّ استفقتم؟؟!! مشغولون بفعاليات المونديال!!!!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/07/01