من قال أن لدينا "أزمة أدوية"!
هاني الفردان
نعم، من يقول أن البحرين تعاني من أزمة أو مشكلة نقص أدوية، فهذا “مندس”، “مغرض”، له أجندات خارجية، وقد يتهم بالعمالة والخيانة وتشويه سمعت البلاد والإضرار بمصالح العباد.
البحرين والحمد لله لا يوجد بها أي مشكلة فالأدوية كلها متوفرة، والمخازن ممتلئة، والصيديات لا ترد على المواطنين بعبارة “غير متوفر”، بل أن المريض إذا طلب دواء صرف له مضاعفاً من كثرة المخزون.
كل التصريحات كانت تنفي المشكلة، بل أن بعض المسئولين كانوا يتهمون الإعلام والكتاب ومواقع التواصل الإجتماعي بالتهويل والمبالغة.
ولأنه لاتوجد أزمة ولا حتى مشكلة، فقد أمر رئيس الوزراء وزارة الصحة بوضع خطة جديدة لإدارة الأدوية بمجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية بشكل يجعلها متوفرة للمرضى بشكل مستمر دون أي نقص، وأمر سموه برفع المخزون الاستراتيجي للأدوية لضمان توفير مخزون فوري للأدوية وأن يدار هذا المخزون بنظام آلي متقدم بالاستعانة بالشركات المتخصصة!
نذكر الوزيرة بأنها في جلسة مجلس النواب (21 مارس 2018) وصفت حديث الناس عن نقص الأدوية وعدم وجودها بـ”مبالغات”، مرجعة جزءا من المشكلة إلى سلوك بعض الموظفين الذين يخبرون المراجعين بأن الدواء غير موجود؛ في حين أنه موجود في المخازن؛ حيث لا يمكن تخزين كميات كبيرة من الأدوية في المركز”!
بعد حديث الوزيرة بشهر كامل (21 أبريل 2018) وكيل الصحة وليد المانع ينفي وجود أزمة للأدوية في مملكة البحرين، بل أبدى استغرابه حول ما تم نشره وتداوله عن وجود أزمة للأدوية في البحرين، معبرا عن أسفه الشديد لهذا الادعاء!
بالأمس فقط أعترف مسئولو الصحة بأن هناك أزمة ومشكلة، وذلك خلال إجتماع “عاجل” للمجلس الأعلى للصحة، وذلك لتنفيذ لتوجيهات رئيس الوزراء، وتم التأكيد خلال الاجتماع على اتخاذ إجراءات “للحيلوه من عدم نقص في الأدوية، وإمكانية الاستعانة بشركات عالمية متخصصة وذات كفاءة لإدارة مخزون الأدوية بنظام آلي متقدم”.
لو سكت الناس، لبقي المسئولين في الصحة ينفون وينفون وينفون، ولكن لأن الناس ضجت ولأن التوجيهات والأوامر صدرت أصبحوا مجبرين على الاعتراف.
كم هو مؤسف أن المسئولين لا يقومون بواجباتهم ومسئولياتهم دون انتظار التوجيهات والأوامر حتى لو كان الأمر مرتبط بحياة الناس.
كم نتمنى محاسبة كل مسئول نفى أو كذب وجود مشكلة نقص أدوية في البلاد طوال الفترة الماضية.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/07/04