عزل إيران.. وتمرير صفقة القرن
مصطفى الصراف
بعد أن صارت إسرائيل أشبه بفأر في مصيدة جبهة المقاومة، ولم تعد قادرة على الخروج خارج حدودها، رغم ما تمتلكه من ترسانة أحدث الأسلحة التي لم تبخل أميركا والغرب عليها بها، بما في ذلك القنابل النووية، وقد كانت تشهر سلاحها في وجه أي دولة من دول المنطقة، وكانت تهدد بضرب جمهورية إيران الإسلامية، ولكنها اليوم لم تعد كذلك بعد شن الحروب لكسر جبهة المقاومة التي تطوقها قد فشلت، مما جعل أميركا أثناء إدارة أوباما تبرم الاتفاق النووي مع إيران لوقف برنامجها في امتلاك السلاح النووي مقابل رفع العقوبات والمقاطعة الاقتصادية عنها، وقد جعل ذلك الاتفاق إسرائيل آمنة ومتفوقة في ما لديها من سلاح نووي ليس موجودا لدى أي دولة في المنطقة، ولكن لأن الصهيونية العالمية تطمع في السيطرة على المنطقة من دون منازع، فإنها سعت لإلغاء ذلك الاتفاق النووي واستخدام سلاح الحرب الاقتصادية التي تمتلك الصهيونية العالمية الكثير من وسائلها لفك الحصار عن إسرائيل. وقد وجدت في ترامب وإدارته ضالتها، فبدأت بتنفيذ مخططها الجديد لفك الحصار عن إسرائيل بطريقة مختلفة عن استخدام السلاح العسكري، ألا وهو محاصرة «جمهورية إيران الإسلامية» اقتصاديا كمحاولة لتغيير مسلك النظام في دعم جبهة المقاومة العربية، لتمكين إسرائيل من بسط نفوذها ثانية، وقد رافق العامل الاقتصادي لإسقاط النظام في إيران عامل آخر هو ما أطلق عليه «صفقة القرن»، بحيث يعمل هذا العامل على فتح ثغرة في جدار جبهة المقاومة بحيث تسمح لإسرائيل بالحركة والتطبيع مع الدول العربية والمشاركة معها اقتصاديا، وهو ما يعود على الصهيونية العالمية بمكاسب اقتصادية ومالية على حساب دول المنطقة، ويحقق هذا الأسلوب ما لم تتمكن من تحقيقه من خلال حروبها الفاشلة على جبهة المقاومة. ولكن هل ستبقى الشعوب العربية صامتة بعيدا عما يحاك لها من تدمير لها ولمستقبل أجيالها، بوضعها ذليلة ثانية تحت هيمنة الاستعمار الصهيوني كما كانت إبان الاستعمار القديم فيما لو مرت صفقة القرن؟! وهل ستنجح أميركا في سد جميع المنافذ الاقتصادية في وجه إيران؟! ها هو ترامب وضمن هذا المخطط، سيذهب للقاء بوتين رئيس الاتحاد الروسي، ليعرض عليه كل شيء تملكه أميركا لحل الخلافات بينها وبين الاتحاد الروسي مقابل فك الارتباط بينه وبين جمهورية إيران لسد كل المنافذ أمام إيران، مهما كلف ذلك أميركا من خسائر معنوية ومادية، فهل يا ترى سينجح ترامب في هذا اللقاء، أم سيكون مصيره كمصير لقائه مع رئيس كوريا الشمالية؟
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2018/07/07