سياسة عالمية.. وسياسة أميركية
عبدالمحسن يوسف جمال
من خلال النظريات السياسية العالمية المعمول بها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتشكيل هيئة الأمم المتحدة، أضحت السياسة الدولية ونظريات العلاقات الدولية واحترام الدول بعضها لبعض واحترام قرارات مجلس الأمن الدولي احد مبادئ الدبلوماسية العالمية.
ولكن منذ مجيء الرئيس بوش الابن وتسلط المحافظين الجدد، بدأت الأمور تتغير، خصوصاً مع ضعف نفوذ الاتحاد السوفيتي عقب انهياره.
ثم جاء الرئيس ترامب ليحاول من جديد إعادة سياسة القطب الواحد، وسياسة القيادة من خلال الأوامر الأميركية، وسياسة أما أن تكون معي أو ضدي!
ولكن العالم المتحضر لم يعد يحبذ العودة إلى سياسة القطب الواحد المتفرد بقرارات العالم، خصوصاً إذا ما لجأ هذا القطب إلى انتهاكات صريحة لحقوق البشر، واستهزاء بشعوب العالم وأديانهم ومعتقداتهم.. وإذا لجأ إلى أسلوب التعامل مع دول العالم بمنطق السيد والعبد، ونظر إليها كدول منقادة يأمرها فتطيع، ويطلب منها فتلبي.. فسياسة أميركا في عهد الرئيس ترامب لن تلقى نجاحا بين الأمم المتحضرة، لأنه ينطلق من مفاهيم قديمة أكل الدهر عليها وشرب.. فهو يرى دول أوروبا دولا تحتاج إلى أميركا في اقتصادها، ودول الشرق الأوسط تحتاج إلى أميركا في حمايتها، أما روسيا والصين فهما دولتان لا بد أن تلبيا المطالب الأميركية وإلا.
هذا الأسلوب سيجعل العالم كله يتحد ضد السياسة الأميركية التي ستكون عاجزة عن التصدي للعالم كله.. ولعل تحدي أوروبا والصين وروسيا ومعاملتها أميركا بالمثل في زيادة الضرائب هو بداية الغيث في عدم نجاح سياسة ترامب الاقتصادية.
والى أن يصحو القادة الأميركان الجدد مع الواقع العالمي الجديد، سيمر العالم بتوتر محدود لن يستمر طويلا إلا بخسارة أميركا للعديد من أصدقائها، وستفتح قنوات جديدة لتعاون دول العالم فيما بينها من دون الحاجة إلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب غرورها الزائد.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2018/07/07