المرشحون الجدد وحكاية "شمطوط"
هاني الفردان
حديث الشارع في الوقت الراهن ليس قرب استحقاق الانتخابات النيابية والبلدية، بل جملة الأسماء التي أعلنت ترشحها حتى الآن.
في استقراء سريع حول أسباب ترشح هؤلاء رجالا وسيدات، هو أن من فاز من قبل ليس أفضل منهم، وقياس أكثرهم في ذلك هو النائب السابق علي شمطوط، الذي تحول بين ليلة وضحاها من حارس أمن إلى نائب تحت قبة البرلمان.
شكل شمطوط – في ظروف صعبة مرت بها البلاد، وفي وقت كان خيار الناس المقاطعة- ظاهرة نيابية غريبة، جعلت منها مثالاً لكل من يعتقد أنه قادر على إعادة تجربة “شمطوط” من جديد.
شمطوط، من مواليد 12 أكتوبر 1976، حصل على شهادة الثانوية العامة المسار الأدبي.
عمل حارس أمن في برادات وسوبرماركت الدسمة والمخازن من 1996 إلى 1997، ثم عمل سائقا في مجموعة الحاج حسن العالي لمدة 3 سنوات، ثم عمل حارس أمن في وزارة التربية والتعليم، ثم عمل سكرتير في مؤسسة السماك لتخليص المعاملات الرسمية والحكومية.
خاض شمطوط انتخابات مجلس النواب لعام 2010، وانسحب قبل بداية الانتخابات عن الدائرة الرابعة في محافظة العاصمة (ذلك الوقت) لصالح مرشح “الوفاق” عبدالجليل خليل الذي فاز بالتزكية..
بعد عام انسحبت كتلة الوفاق من مجلس النواب إثر إعلان حالة السلامة الوطنية في 2011، وتمت الدعوة لانتخابات تكميلية.
في تلك الظروف الصعبة والمعقدة، سياسياً وأمنياً واجتماعياً، أجريت انتخابات تكميلية، ترشح فيها مجددا شمطوط للانتخابات، وفاز بمقعد الدائرة من جولة الإعادة بعدما جمع 148 صوتاً من كتلة انتخابية تتشكل من نحو 7000 ناخب!
في انتخابات 2014 خسر مقعد الدائرة الثالثة في محافظة العاصمة من جولة الإعادة بعدما جمع 212 صوتا في قبال النائب الحالي عادل حميد.
تلك هي تجربة شمطوط الانتخابية، التي كانت كلها تتلخص في كلمة واحدة رددها كثيراً، ويمكن ترديدها حالياً أيضاً “فشلتونا”. الظروف خدمت شمطوط في الانتخابات، وخانته بعد ذلك، ولمن حسد النائب السابق شمطوط، فهو حمل فقط الأسم ولم يستفد شيئاً سوى مكافآت السنوات الثلاث، فهو الآن نائب سابق بلا “تقاعد” (لم يكمل السنوات الأربع التي تخوله للحصول على تقاعد النواب) وبلا “وظيفة”. ومن يعتقدون أنهم سيعيدون تجربة “شمطوط”، فهي تجربة لن تتكرر لاختلاف المعطيات والظروف، والأوقات وحتى قناعات الناس.
حتى شمطوط نفسه لن يعيد الكرّة من جديد.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/07/23