هذا هو "أسوأ" مجلس شورى
هاني الفردان
ما الذي تغير؟ حتى أصبحنا وأصبح الناس في البحرين بشكل عام يتذمرون من مجلس الشورى؟ ولماذا أصبح المجلس محل رفض عام؟
هل لأن الناس متسببة، رافضة، معارضة، غير مقتنعة بوجود مجلس كمجلس الشورى؟ أم أن الناس لم تتلمس الفائدة منه، بل على العكس وجدت “المضرة” من ورائه.
يحق للنائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو الدفاع عن المجلس كونه عضواً فيه، ويحق للناس ولنا انتقاد المجلس وتوجيه أصابع الاتهام له بالوقوف ضد مصالح الناس، وهذا حقنا أيضاً فلم نجد لهذا المجلس موقفا مع الناس.
فخرو رفض في لقاء صحفي قبل أيام اتهام المجلس باعتباره ممثلاً لمواقف الحكومة، ورفض إلقاء التهم “جزافاً”، بل طالب بالدليل!
فخرو أكثر عضو مجلس شورى كان يرفض صفة الاستعجال في الكثير من المشاريع التي تتقدم بها الحكومة ومن بينها مشروع تعديل قانون التقاعد، وانتقد بشدة ذلك، وقال الكثير عن ذلك، ولكنه في نهاية المطاف مرر المشروع كما مرر غيره ووافق عليه!
سيقول المصلحة، وسيقول كنا بين أمرين إما القبول أو الرفض والمصلحة تحتم التمرير، وقال إنهم لم يندموا في موافقتهم على قانون يعطي الصلاحيات لهيئة التأمين الاجتماعي، وكل ذلك يصطدم بالواقع، فلم يعطل مجلس الشورى مشروعا حكوميا واحدا قدمته بصفة الاستعجال مثلاً، بل أن أعضاء الشورى الذين لم يندموا على تمرير تعديلات التقاعد هم نفسهم الذين هللوا وصفقوا لتعطيله مما كشف لنا حقيقة المجلس.
عندما تمس حقوق الناس بشكل مباشر، وعندما يكتشف المواطن أن مجلسا شرع ومرر وسلط جهات مشكوكا في قدراتها لتضع يدها في جيوبهم وتأخذ حقوقهم، فإن ذلك لن يمر دون تبعات.
لا الدموع، ولا التصفيق، ولا تلك الكلمات الرنانة التي قيلت في آخر جلسات مجلس الشورى لفصل تشريعي كان الأسوأ على شعب البحرين، قادرة على تغيير واقع مر وصورة مجلس لم يقبله الناس.
رد فعل الناس حول أعضاء مجلس الشورى رد فعل طبيعي، فإذا كان الناس مجبرين على مجلس يخلق التوازن التشريعي ويؤمن سياسياً الوضع المعروف والغاية من الغرفة الثانية، فإن ذلك يحتم أن تكون الخيارات والاختيارات تحاكي واقع الناس.
متيقنون أن بعض أعضاء مجلس الشورى ليسوا أهلاً لذلك، وبعضهم يرون في التعيين “تطبيلا”، وقلة قليلة جداً منهم من هم أهل خبرة ودراية.
نقول للنائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو مجلسكم هذا هو “الأسوأ” في تاريخ مجلس الشورى.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/08/06