كلام لن يعجب كثيرين
هاني الفردان
شهدنا خلال الأسبوع الماضي حالة “هيجان”، و”هرج” و”مرج” مجتمعي واسع وكبير ضد فئة وجنسية بعينها.
كلنا وبشدة أدنا واستنكرنا الجريمة البشعة التي راح ضحيتها إمام مسجد بن شدة بالمحرق الشيخ عبدالجليل محمود الزيادي من قبل المؤذن الآسيوي (بنغالي الجنسية).
كلنا انصدمنا من وقع الفاجعة وبشاعة ما ارتكب، وكيف ارتكب، بل أجمع الجميع على ضرورة إنزال أشد عقوبة على الجاني وإعدامه لبشاعة فعله.
ولكن كل ذلك لا يعني أن نحمل الكل بجريرة البعض، ولا يعني أبداً أن يساء لكل من ينتمي لتلك الجنسية حتى وإن حاول البعض إظهارهم على أنهم مجرمين، فالإجرام موجود في مختلف المجتمعات والفئات والجنسيات، والتعميم ظاهرة سلبية عانينا منها نحن المسلمون كثيراً عندما عمم الغرب علينا صفة “الإرهاب” لقيام فئة بتلك الأعمال فتذمرنا من ذلك التعميم، فلماذا نعمم نحن الآن.
أسبوع مضى، ولم يكن هناك شيء لم يقال على تلك الجنسية، حتى اتصل أحدهم يقول بما أن الدنيا قائمة على “البنغالية” الآن فنضرب بقوة لكي نبعدهم عن البلاد، ونخرجهم من مناطقنا وغير ذلك من الكلام الذي يخرج عن أي قيم.
لماذا نلوم الغرب ونعتب عليهم عندما عمموا علينا صفة الإرهاب، وأصبحوا قلقين من وجودنا، مرتابين من حركتنا، وكلامنا، وحتى همسنا.
لماذا نعامل غيرنا بطريقة نرفض أن نعامل بها؟ لماذا نعمم على الجميع ونرفض التعميم علينا؟ فديننا علمنا أنه “وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى”، وأن على كل نفس ما جنت، وأنها لا تؤاخذ بذنب غيرها.
المؤذن قاتل إمام المسجد آثم، مجرم، ارتكب أبشع الجرائم سيعاقب بجرمه وجريرته، ولا يجوز عقاب غيره وإن كان من جنسه بجرم لم يرتكبه.
نطالب بالتشديد على العمالة السائبة، وبوضع آليات للحد منها، ونطالب بالبحرنة والاعتماد على البحريني وجعله الخيار الأول، ونطالب بتشديد الرقابة والفحص والتمحيص على كل من يفد لبلدنا للعمل فلسنا “مكب نفايات” لتلك الدول لتخلص من مجرميها بنقلهم لنا.
أعلم أن ما أقوله لن يعجب كثيرين، ولكن عاملوا الناس كما تحبوا أن تعاملوا، فلا تساهموا في ظلم أبرياء لا ذنب لهم فيما حدث.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/08/11