فضيحة الهيئة
عبده خال
في كل حين تقفز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى واجهة الأحداث الاجتماعية، محدثة لغطا بسبب سوء تصرفات رجال الميدان.
وخلال أسبوع واحد كان رجال الهيئة أبطالا لثلاثة أفلام على التوالي، جذبت المجتمع إلى حلبة صراع بين مؤيد ومعارض لتصرفات رجال الهيئة والمشاهد الحادة التي تم التقاطها.
وكان أول فيلم ذا صبغة كوميديا، ونحن نعلم أن هذا الفن يهدف لإحداث الشعور بالسعادة عند عرضه، إلا أن رجال الهيئة استطاعوا أن يجعلوه مبهجا لوكالات الأنباء الدولية حينما تم القبض على دمية، فتناقلته وسائل الميديا كخبر لا يملك سامعه سوى فتح فمه وتذكر العقول التي تسعى إلى تخريب الكون بكل جمالياته وآثاره وفنونه.
وكان الفيلم الثاني ذا صبغة درامية حين تراكض (أو ركض) أحد رجال الهيئة خلف فتاة، وألقى بها أرضا في لقطة أقل ما يقال عنها أنها تعدٍّ صارخ على فتاة لم يبدر منها شيء، سوى أنها رفضت الانصياع لتوجيهات رجال الهيئة بعدم تغطية وجهها، فما كان منهم إلا أن ألقوها أرضا، وبدل أن تغطي وجهها أبانوا عورتها (انكشف ساقها عندما ارتطمت بالأرض) وكانت العقوبة قرارات إدارية!
أما الفيلم الثالث فكان عنوانه الفضيحة حين تم تلفيق تهمة للإعلامي الخلوق علي العلياني، فسارعوا إلى التقاط صور له وتمريرها لشبكة النت مع جملة من الفبركات والاتهامات، التي يمكن أن تضاف إليها من قبل المؤيدين للهيئة ولن يسلم أحد من فداحة وبشاعة تلك الاتهامات .
والفيلمان الثاني والثالث نشط فيهما رجال الهيئة في التدخل بحياة الناس العامة والخاصة، ففي الأسواق تعدوا على حرية الناس العامة، وفي البيوت تعدوا على خصوصية الناس في منازلهم التي يجب أن تكون مصانة شرعا وقانونا.
ولأن بعض رجال الهيئة يتربصون ويترصدون ويهيئون الشراك للوقيعة بالناس فلن ينجو أحد منهم.
ولذلك ومن الآن على جميع من يقف ضد تصرفات رجال الهيئة أن يحسب لكل خطوة يخطوها حتى داخل غرفة نومه فما يدريه أن يقفز عليه أحدهم ويلفق له تهمة لن تستطيع الفكاك منها، إلا بالوقوف أمام هيئة الادعاء العام، ومع ذلك لن يسلم من الفضيحة المدوية التي سيتناقلها رجال ونساء وأطفال البلد بأن الهيئة قبضت عليه وهو يحمل ذنوب الأرض.
ولأنني ممن كتب كثيرا عن الممارسات الخاطئة لرجال الهيئة فليس بعيدا أن أجد نفسي في فخ من فخاخهم المتعددة مزودا بتهم ربما لم أفكر في حياتي باقترافها ..
ولأننا بشر فلابد من وجود ممارسات خاطئة في حياتنا ندعو الله أن يسترنا ويميتنا على الستر، لكن أن تجد شخصا يترصد بك ويتجسس عليك ويجاهد على أن يوقع بك، فهذا يعني أنك متهم قبل أن تفعل شيئا من خلال التربص والتجسس.
ولأن المنتقدين للهيئة بالكثرة الكاثرة، فتوقعوا أن يتم القبض على كل من ينتقد الهيئة بفضيحة مدوية تسير بها الركبان.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/02/14