فضيحة سياسية
هاني الفردان
لم تستطع “كذبة” اجتماعات سرية لأفراد يتبعون جمعية “منحلة” أن تصمد سوى يومين فقط، حتى تهاوت أركانها ونسفها بيان لجمعية مرخصة ورسمية.
“كذبة” ساذجة استغلت للحديث عن “مؤامرة” وتحركات سرية ونوايا خبيثة.
“كذبة” تلقفها اللاهثون وراء الفتن والتصعيد والتمزيق ليخلقوا من ورائها مسلسلات وحكايات سياسية وحتى “طائفية”.
“كذبة” تلقفتها شخصية سياسية بمرتبة “مستشار قانوني” ليتحدث ويؤكد وجود “محاولة لإعادة الأوضاع الأمنية والسياسية إلى الوراء (…) واعتبارها محاولة جديدة من خونة الوطن تستهدف اقتصاد البحرين، وأمن واستقرار الدولة والتماسك المجتمعي”.
نعم “كذبة” قالت جهات رسمية أن مصدرها “مواقع التواصل الاجتماعي”!
تلك الكذبة بددها بيان لجمعية التجمع القومي يوم السبت كشفت فيه عن أنها استضافت خلال الفترة الماضية عدداً من اللقاءات التي بادر إلى تنظيمها عدد من الشخصيات الوطنية المهتمة بالشأن العام بصفتها الشخصية بهدف بلورة صيغة تحرك يسهم في خلق أجواء إيجابية لحلحلة الأوضاع السياسية.
تلك الكذبة والقصة، كشفت عن “سذاجة” جهات رسمية وشخصيات سياسية، وعن ضعف وإمكانات بعض الجهات، وعن وعي شارع عام لم يتفاعل كثيراً معها بل بقي متسائلاً عن ما يحدث دون أن ينجر وراء تلك “المسلسلات” الدرامية التي باتت مكشوفة.
بعد بيان جمعية التجمع القومي، أسقطت “نظرية الخيانة والعمالة” لكون عمل الجمعية قانونيا ولقاءاتها التي عقدتها حق للجميع.
الحادثة برمتها، كشفت شيئا مهما جداً أن هناك أطراف لا تريد أي حل، بل تريد “التأزيم”، وستعمل جاهدة على ضرب أي حركة وطنية لتقريب وجهات النظر، وكسر حالة “الصمت” وفتح آفاق جديدة للحوارات الوطنية.
من وجهة نظري المشهد كان بمثابة فضيحة سياسية عرت المشهد، وكشفت حقيقية شخصيات وجهات ومستوى وعيها وإدراكها ونواياها، فكان واضحاً الرفض لأي مبادرة أو لأي أطراف تسعى للتسوية.
تلك الكذبة، كان هدفها الحقيقي وأد أي تحرك من شأنه تلطيف الأجواء أو فتح قنوات وأفق لتسويات سياسية حتى لو حملت في مضمونها المشاركة في العملية الانتخابية.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/09/10