سنة هجرية جديدة
مريم الشروقي
1 محرّم 1440هـ، أول يوم في السنة الهجرية، يوم جديدة وسنة جديدة طيّبة علينا إن شاء، يجعلها الله سنة مباركة على عكس السنوات السابقة، فالأحوال تتغيّر وتتبدّل، والظروف تتعسّر وتتحسّن، ولله في خلقه شؤون.
كانت الشهور الهجرية لها وقعها في السابق، إذ أذكر لا تدخل علينا مدرّسة إلاّ وتكتب السنة الميلادية على اليسار والسنة الهجرية على اليمين بيومها وشهرها، وكان فرضا علينا معرفة ومتابعة الشهور الهجرية، أمّا الآن فنحن لا نعرف السنة الهجرية إلاّ في رمضان والعيد ومحرّم، مع إنّ الشهور الهجرية لها طاقة إيجابية وأيّام مباركة جميلة.
المهم.. شهر محرّم الحرام هو أيضا من الأشهر المهمّة للمسلمين كافّة، ولن نُفصّل أي طائفة تصوم وأي طائفة تصلي وأي طائفة تُعزي، ولكن سنقول بأنّ الشهر هو شهر مبارك حُرّم فيه القتال والعتاب والخصام، ونحن لا نفقه هذا كلّه، وخاصة في مسألة الخصام فيما بيننا، فلا يخلو أحد من وجود صديق أو قريب من دون مخاصمة.
لابد أن نرجع إلى سابق عهدنا وأن نتعلم شهور السنة الهجرية وما بداخلها من جعبة طيبة في العلاقات، إذ لا يكفي معرفة الشهر ومحاولة التعبّد، ولكن سبب التعبّد وسبب الطاعة أهم من القيام بها من دون فهم، فالطاعة والروحانية تنبع من القلب وليس من العادة والعبادة.
ولو سألنا أي أحد من أبنائنا عن تلك الشهور فـ 90% منهم لا يعرفها ولا يفقه فيها، فنح ابتعدنا كلّ البعد عنها، وجاورنا السنة الميلادية ولكأنّها هي السنة المهمّة لنا، فشهور السنة الميلادية باتت أهم في أذهن أطفالنا من الشهور الهجرية المباركة.
لنرجع إلى الأصل، ولنلقّن الأجيال القادمة ما تلقّيناه عن السنوات الهجرية بشهورها، ولتكن لهم مهمّة مثل الشهور الميلادية، فلو أغفلنا هذا الأمر سنجد بأنّنا سنُمحي الشهور الهجرية شيئا فشيئا منهم.. سنة جديدة ويوم جديد وشهر جديد وحياة جديدة مليئة بالخير والسعادة لكم أحبّتي.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/09/11