سَمُّوها: هيئة البحث عن منكر!!
محمد السحيمي
تخيل لو أن المسؤولين عن الهيئة احتسبوا (كم) خليةً من أعصابهم المتشنِّجة، وأصغوا بقليلٍ من الاهتمام إلى الانتقادات المشروعة لتجاوزاتها التي مهما كانت فردية؛ فإن كثرتها تقول بأنها مجرد (ثمرات) لفكر متجذِّرٍ على فتوى (رجل الحسبة لا يحاسب)!! ومازال يتشجَّر حتى أصبح طلحةً من الرعب (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)!! وتخيل برضو لو اعتمدوا ـ ولو لشهرٍ واحدٍ فقط ـ اقتراحنا الذي طرحناه أكثر من مرارةٍ، وفي كل مناسبة، وكتبناه ببخّاخ (البويا) على أمواج البحر.. بحر الغرام طبعاً، وهو: تغيير اسم الجهاز فقط؛ لنضرب عصفورين ـ على الأقل ـ الأول: أن نُنَزِّهَ الشعيرة العظيمة مما لحقها، وما زال يلاحقها من تصرفات لا تمتُّ إليها ولا إلى الشرع الحنيف بصلة! والثاني: أن نزيل القناع المقدَّس (المقدِّس) عن موظفين بشر كإخوانهم في الأجهزة الحكومية الأخرى؛ حيث يحاسب المخطئ ويكافأ المسيء، ويتفاعل الإعلام معهم دون تهويلٍ ولا تهوين!!
وتخيل لو أنهم حذوا حذو الهيئة ـ برضو ـ (العليا لتطوير الرياض)، وأشركوا الجمهور في اختيار اسمٍ بديل؛ في مسابقةٍ تسيل اللعاب على غرار (وش نسميها؟) التي تمخضت عن إطلاق اسم (منيفة) على حفارة قطار الرياض الموعود... يا قلبي؟!
ولشدة الشبه بين شراسة التجاوزات الفردية ومزاجيتها، وبين قوة (منيفة) ومزاجيتها التي لم يسيطر عليها حتى المقاولون أنفسهم؛ فما رأيكُنَّكُم أن نسمي الجهاز الجديد: (منيفة المخيفة)؟ لا لا.. أمزح.. نريد اسماً يحبب رجال الحسبة إلى النفوس، كـ(منيفة اللطيفة) أو (الظريفة)، أو (الحصيفة)، أو(الشريفة)، أو (الرهيفة)، أو (الخفيفة)؟ ولكن مقطع (إيفة) هذا لا بد أن يذكرك بالمثل الجازاني الشهير: (على امْضعيفهْ تطيح امْسقيفهْ)؛ ما يعيد إلى الذاكرة طبَّات بعض الأسود على بعض الظهور، التي تحرج الدولة مع الدول الصديقة كبريطانيا! وبالتالي عودة الانتقادات الحاسدة الحاقدة الفاسدة، التي تزعم أن الهيئة لا تُمارس تجاوزاتها الفردية إلا على من لا ظهر له!! كما أن مستشفى (امْتخصصي) يستأثر بالـ(VIP) حتى في نوعية المستفيدين من خدماته؛ بزعم الزميل (محمد حدادي) في مقالةٍ (فيذا) قبل أيام!!
أما إن أصروا على إقحام الشعيرة العظيمة في المسمى ـ نكايةً في بني ليبرال وعلمان ـ فلا أنسب من العنوان (العلياني)!!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/02/15