مجلس الوزراء وتناقض الوزراء!
مريم الشروقي
في ردّه على شكوى من “مزاحمة الأجانب للبحرينيين” بعد منحهم حرّية التملّك الكامل للسجلّات، صرّح وزير بشأن “الجيل الحالي من البحرينيين يفتقر للإبداع”!
أمّا وزير الإسكان باسم الحمر، فهو وجّه الوزارة للمشاركة في مسابقة الابتكار “فكرة”، ويمتدح البحريين: نمتلك كوادر وطنية مؤهّلة، ستقود مستقبل المملكة عبر تنفيذها مبادرات وأفكار مبتكرة نوعية.
مجلس الوزراء هذا التناقض بين الوزراء مدعاة إلى التأمل، فشتّان بين ما صرّح به الوزيران، فكلاهما ناقض الآخر في شأن البحريني، وبالطّبع نحن نساند باسم الحمر فيما قاله عن البحريني، ونرفض وبشدّة ما صرّح به الزيّاني وهو يمثّل السلطة التنفيذية!
عندما يتكلّم أحدهم عن افتقار البحريني للإبداع، فمن الممكن أن نأخذ معه الحوار ليقنعنا بوجهة نظره، وهذا شيء طبيعي.. أما غير الطبيعي أن يصدر هذا التصريح من وزير يمثّل السلطة التنفيذية، فهنا تكمن المصيبة، فإذا كان الوزير لا ينظر إلى البحريني على إنّه عنصر فعّال ومهم وبانٍ للوطن، فعلى الدنيا السلام!
البحريني هو أساس الوطن، وهو أساس الإبداع، وعندما يتراجع عن الإبداع فهناك خلل في أجهزة الدولة جعلته يصل إلى ما هو عليه، فهل نقول المحسوبية هي السبب؟! أم نقول “الواسطة” هي السبب؟! أم نقول المنظومة التعليمية هي السبب؟! أم وضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب هي السبب؟! عندما تملك نبتة فأنت تنتظر شهور وسنوات بعد الاهتمام بها ورويها وتعديل إعوجاجها، حتى تحصل على مرادك فتثمر النبتة، وإن أهملتها ماتت، وكذلك الإبداع البحريني إن أهملناه مات وإن اعتنينا به أثمر!
أرجوك يا سعادة الوزير إن صح التصريح فراجعه وارجع إلى وزير التربية والتعليم والى وزير العمل وإلى تمكين والى هيئة تنظيم سوق العمل والى وزير الإسكان، بل وارجع إلى كل مؤسسات الدولة ووزاراتها، واطلب منهم تقارير حول البحريني الذي لا يعجبك ولا تظن بأنّه مبدع، وستجد الإبداع وستتعجّب من القيادة والابتكار، فابن هذا الوطن يستطيع أن يبدع ويبتكر الكثير لو أعطيناه الفرصة، وهو على رغم الضغوط الموجودة حوله يبهرنا كلّ يوم بالجديد، وارجع إلى التاريخ لتعرف ماذا أبدع البحريني وابتكر، واستفدت أنت منه حتّى تصل إلى ما أنت عليه اليوم!
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/09/27