التحالف الدولي ضد إيران هو لتنصيب إسرائيل حاكما عاما للجزيرة والخليج وتصفية قضية فلسطين
بسام أبو شريف
لماذا اقترح ترامب إنشاء تحالف دولي قائم على تحالف دول الخليج والأردن ومصر ضد إيران ؟
ترامب يريد أن ينصب إسرائيل حاكما إقليميا وقائدا لتحالف دولي يضرب إيران وسوريا والعراق واليمن وحزب الله والمقاومة الفلسطينية ، ومحمد بن سلمان يحاول إقناع الكويت التي تحفظت ، وماكرون رفض وكذلك ميركل .
أبعد دونالد ترامب زوج ابنته كوشنر ” الصهيوني العريق ” ، عن مركز الضوء في السياسة الخارجية ، وكذلك أبعد ابنه دونالد عن المسرح في التحقيق الدائر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية ، وذلك حماية لنفسه ولهما وتقدم هو للأمام ليتلقى كل الضربات ولتسديد ضرباته هو مستخدما الصفاقة والوقاحة وصلاحيات رئيس الولايات المتحدة ليرهب المتنفذين ، ويهدد الأميركيين بالإفلاس أن هم لم يؤيدوه وان هم لم يتبعوه وان هم لم يسكتوا على كل فضائحه وخطواته المدمرة ، ليس هذا فقط بل أن وقاحة دونالد ترامب قادته إلى ابتزاز روسيا في أكثر من حالة من خلال التهديد بالعقوبات أو باستغلال سيطرة الصهاينة اليهود على مقاليد الحكم في أوكرانيا للضغط على الرئيس بوتين ، إذ لاشك أن قرارات الرئيس بوتين المتصلة بالمعركة ضد الإرهاب تأخذ بعين الاعتبار كل الظروف المحيطة بالمعركة أو بالأطراف المتصارعة.
ويلعب نتنياهو دورا مخادعا ووضيعا في إطار الوعود بإقناع ترامب بعدم اتخاذ قرارات تزيد من العقوبات على روسيا ، ويساهم مع نتنياهو في هذا الخداع والابتزاز المسلط على الرئيس بوتين يهود روس جمعوا في فترة إلغاء الاتحاد السوفيتي ثروات تفوق خيال المضاربين في الأسواق المالية من خلال شراء مصانع قديمة تملكها الدولة وتجديدها وتحديثها في فترة حكم يلتسين مما جعل هؤلاء اليهود يراكمون مئات المليارات من الدولارات ، ويلجأ هؤلاء اليهود الأثرياء في روسيا لاستعمال إسرائيل وكوشنر طرقا لتبييض مئات الملايين من الدولارات دوريا ، وهكذا يشكل اليهود الروس الأثرياء احتياطيا هاما لإسرائيل والغرب للضغط على القرار الروسي ، ولكن لهذا الضغط حدود تبدأ عندما يهددون أمن روسيا ومصالحها القومية كما حصل في حادث إسقاط طائرة ايل 20 على شواطئ اللاذقية .
وبدأ الكرملين يكتشف خداع نتنياهو ودور إسرائيل في مايحاك من خلال حكام أوكرانيا الصهاينة ، وتبين أن نتنياهو ضالع في مخطط لفرض حصار بحري على روسيا بدعمه لأوكرانيا وتدريب عناصر أوكرانية لإثارة مشاكل دموية في القرم .
يتعاون ترامب ونتنياهو لوضع روسيا في موقع الدفاع باستمرار ، وذلك بالاستمرار في شن الهجمات ووضع العراقيل في وجه الحلول السياسية التي تقترحها روسيا لمشاكل منطقة الشرق الأوسط ، وذلك للوصول إلى الحلقة المركزية في صفقة القرن وهي إقامة تحالف استراتيجي جديد في الشرق الأوسط يحجم روسيا ، ويحاصر ما أنجزته هي والجيش العربي السوري وإيران والمقاومة من ضرب لقوى الإرهاب التي تدعمها وتمولها وتدربها وتسلحها الولايات المتحدة وإسرائيل والأنظمة العربية الدائرة في فلكهما ، وكان لابد من تغيير استراتيجي في تركيبة معسكر الأعداء كما يراها العرب منذ قيام دولة إسرائيل – تلك التركيبة التي تضع إسرائيل على رأس قائمة أعداء الأمة العربية ، وبدأت خطوات التآمر باختراع ” العدو الإيراني ” ، كعدو للعرب والسبب هو أن الثورة الإيرانية اتخذت منذ قيامها موقفا واضحا لدعم الشعوب المظلومة ونصرة أصحاب الحق ضد الغاصبين والاستعماريين ، واعتبرت الثورة الإيرانية فلسطين قضية مركزية من بين قضايا الشعوب المظلومة ، إضافة لكون فلسطين بلد المقدسات الإسلامية وأولى القبلتين ، والقدس مقدسة لإسراء النبي محمد إليها وعروجه للسماء عبرها ، وفلسطين مهد المسيح عليه السلام .
رأت إسرائيل في موقف إيران الثورة خصما استراتيجيا ، وحاولت جر الولايات المتحدة لحرب ضد إيران لكن الولايات المتحدة لم تبدأ في التوجه لضرب إيران إلا بعد أن نجح الصهاينة في إيصال ترامب للبيت الأبيض فأصبح البيت الأبيض مطبخا للصهاينة وخططهم ، والخطة الصهيونية تتمحور بكل بساطة حول :
1- استخدام قوة ونفوذ الولايات المتحدة من خلال ترامب للترغيب والتهديد على كل صعيد خدمة لمصلحة إسرائيل .
2- استخدام القوة العسكرية الأميركية لضرب أعداء إسرائيل عندما ترى إسرائيل ذلك .
3 ـ وضع أموال العرب التي يتحكم بها حكام الخليج تحت تصرف إسرائيل نهبا واستخدامها لتمويل خططها لضرب إيران وارتكاب مجازر ضد أبناء الأمة العربية كما جرى في العراق وسوريا ويجري في اليمن وفلسطين ، وتمديد الحروب الدموية في العراق وسوريا بحيث يستمر استنزاف هذه الدول ومنعها من التفكير بدعم الشعب العربي الفلسطيني لمقاومة الاحتلال ، وهذا المخطط قطع أشواطا كبيرة :
جاء إعلان ترامب عن استهداف أسعار النفط واحتياطي دول الخليج تعبيرا عن الشوط الكبير الذي قطعته مخططات الصهيونية ، فأعلن ترامب عبر بومبيو في اجتماع لمجلس التعاون الخليجي في نيويورك أنه آن الأوان لدول الخليج أن ترص صفوفها وتضع خلافاتها لمصلحة المعركة ضد إيران ، وذلك بعد أشهر من إعلان ترامب حرب الحصار والتجويع والترويع على إيران وكل من يتعامل مع إيران ، أي أن مرحلة العمل الميداني العسكري قد حانت لضرب إيران ونفوذها في المنطقة ، وذلك بعد أن اطمأن ترامب أن الحصار على إيران أصبح كاملا فالخطوات الأوروبية – حسب خبير أميركي – لن تسعف إيران كثيرا ، وشعرت دول أوروبية بخطورة مايدور وأعلن ماكرون أن فرنسا لن تنضم لهذا التحالف المقترح لأنها لن تشارك في أي عمل عسكري ضد إيران ، وأعلنت ميركل بتحفظها الألماني المعهود تحذيرا لترامب من تدمير الأمم المتحدة ؟! ، لو لم يكن لدى ماكرون وميركل مايبرر هذه التصريحات لما كانا قد فاها بكلمة ، التحالف الاستراتيجي المقترح هو تحالف لضرب إيران وحزب الله والقوى الثورية في العراق ولدعم حرب آل سعود في اليمن ، لكنه سيكون أيضا مسؤولا عن تفعيل بقايا الإرهابيين في سوريا واستخدام أكراد شرق الفرات حطب معركة طاحنة ، وابتلاع أراضي الضفة الغربية وارتكاب المجازر في فلسطين دون رقيب أو حسيب وستمول العائلات التي عينها الاستعمار حكاما للخليج والجزيرة هذا التحالف ، إضافة لذلك سوف تجبر هذه العائلات على دفع ” خاوة ” الحماية للبيت الأبيض ، وستجبر على خفض أسعار النفط مرة أخرى ، وأيضا ببساطة إذا كان هذا هو مايجري فلماذا ترفع شعار سنرد إذا اعتدت إسرائيل ! ، أنها تعتدي يوميا وتنصب الشراك والأفخاخ وتحضر لاستخدام أسلحة دمار شامل .
الهجوم سوف يربك كل هذا ، سوف يفتت المخطط ويجبرهم على التراجع … المقاومة قادرة على الإمساك برقابهم بقبضاتها العارية.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/10/05