معالي الوزير ... أزمة البحرين "سياسية"
هاني الفردان
في كل مناسبة يتم فيها الحديث عن أحداث 2011، يتم التطرق إلى أن ما حدث في ذلك الوقت “لم يكن طائفياً”، وهي حقيقية تمسك بها شعب البحرين الصادق مع نفسه.
ما حدث كان أزمة سياسية، ما حدث نتاج تعقيدات وسياسات جلها لازالت قائمة، ولا شيء آخر رغم تعقد الأمور وتشابكها وتداخلها واستغلال البعض لها.
بالأمس قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عبر قناة mbc إن البحرينيين لا يتعاملون مع الأمور على أساس طائفي، البحرينيون يتعاملون على أساس وطني”.
بالعودة إلى الوراء لنذكر الجميع بأن الحديث عن أزمة طائفية في البحرين، ليس وليد الساعة، وليس “افتراءً” أو “تلفيقاً” أو “ادعاءً” بل هو حديث رسمي وجاء على لسان وزير الخارجية نفسه، فقد سجله التاريخ يوم الأربعاء (30 مارس/ آذار 2011) وفي مقابلة نشرتها صحيفة “الحياة” كان عنوانها الأبرز “الأزمة في البحرين طائفية”.
وزير الخارجية هو من أوائل من قال إبان حموة الأزمة البحرينية إن “المشكلة” في البحرين ليست بين حكم ومعارضة بل عبارة عن “مسألة طائفية” بين السنة والشيعة!
معالي الوزير، في مقابلته مع “الحياة” قالها صراحة: “الاحتقان الطائفي عمره 1400 سنة، ولم يخلق في البحرين (…) اليوم نحن نعاني من هذا الشيء بين السنة والشيعة (…) بعدما كنا نظن طوال هذه المدة أننا قصة نجاح”!
وللتوضيح، لم يكن وزير الخارجية هو الوحيد الذي كان يتحدث في ذلك الوقت عن أزمة طائفية، بل كانت جهات كثيرة، تركز وتؤكد أن الأزمة البحرينية أزمة طائفية ومذهبية، وأن المجتمع منقسم إلى سني شيعي، وأن الخلافات بين مكونات المجتمع الرئيسية، وأن السلطة لا علاقة لها بكل ما يجري.
الوزير في ذلك الوقت وقع في خطأ سياسي كبير جداً، عندما صنف الأزمة في البحرين بـ”الطائفية”، وحاول كثيراً تداركها.
لحل أي معضلة أو مشكلة يحتاج الأمر تشخيصاً دقيقاً للواقع لإيجاد الحلول المناسبة لها.
الأزمة في البحرين سياسية، ولم تكن يوماً طائفية ولا مفتعلة أو خارجية أو غيرها من التوصيفات، عندما نقتنع جميعاً بذلك سنتمكن من وضع الحلول المناسبة، لما نعيشه وإلا فإن الأمور تتجه للتعقيد أكثر فأكثر.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/10/20