تبعات إقليمية ودولية لمقتل خاشقجي
عبد الستار قاسم
مقتل خاشقجي لا يعني أن صداه سينتهي بمجرد كشف الحقيقة، وإنما سيترتب على ذلك تداعيات إقليمية ودولية وفي أغلبها ليست في صالح الأسرة الحاكمة في السعودية. باختصار، يمكن تلخيص هذه التبعات بالتالي:
صورة ومكانة الأسرة الحاكمة في السعودية ستصاب بضرر كبير، وذلك الاحترام الذي كانت تحظى به السعودية من بعض الدول ستتدهور. حكام الدول الغربية أصبحوا تحت مجهر إعلام دولهم، وهم سيترددون كثيرا في استمرار علاقات المداهنة مع السعودية.
مقتل خاشقجي حاصر الأسرة المالكة وحاصر الرئيس الأمريكي. طبعا حوصرت الأسرة المالكة لأن أغلب العالم بات على يقين بأن عملا فاحشا كالذي جرى في القنصلية لا يمكن أن يتم بدون علم أعلى مراتب السلطة في الدولة. والآن ابن سلمان تحت العصا الإعلامي العالمي. أما ترامب الذي برع في ابتزاز أموال العرب فيجد نفسه وحيدا في العالم في تقبل الروايات السعودية حول عملية القتل. لجمت السعودية ترامب إلى حد كبير بخاصة في الداخل الأمريكي.
محور السعودية الإقليمي والذي تسميه وأتباعها بالمحور السني سيضعف بالمزيد. (للأسف أجبرنا السياسيون في منطقتنا أن نكتب سني وشيعي على غير قناعاتنا) لقد أضعفت السعودية محورها عندما احتجزت سعد الحريري فأتت الانتخابات اللبنانية على عكس رغباتها، والآن هي تضعف محورها بالمزيد. لا يكفي أن يكون للدولة مؤيدون، وإنما على الدولة أن تراعي قوة جدلية مؤيديها. السعودية تضعف أصدقاءها ومؤيديها.
محور المقاومة سيكسب تأييدا أوسع في الساحة العربية، وستتقلص صورة السعودية أمام صورة إيران. محور المقاومة وقف متفرجا على فيلم الخاشقجي، لكنه يعي أن جدليته حول النظام السعودي ستكسب قوة.
الصهاينة سيخسرون إذا رحل ابن سلمان. دول عديدة ستتوقف عن التعامل مع ابن سلمان، وستضغط على القصر الملكي من أجل استبداله، وهذا في غير صالح الكيان الصهيوني الذي أصبح حجرا زاوية في تنمية العلاقات العربية الصهيونية. كما أن توجه الحكام العرب نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات معه ستهبط حدته.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/10/23