آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي سعد الموسى
عن الكاتب :
- دكتوراه في الأسلوبية والنقد الاجتماعي للغة من جامعة أسكس. - بكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بأبها. - ماجستير في اللغويات النظرية من جامعة كلورادو.

شكوى الأمير عبدالله بن مساعد


علي سعد الموسى
على قناة روتانا، ومع تركي العجمة، قدم سمو الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب، عرضاً أخاذاً اختزل فيه عوائق نظرية الإدارة العامة وحاول تفكيك منظومة البيروقراطية التي أصابت هذه النظرية بالتخشب. هي المرة الأولى التي أستمع فيها إلى لقاء طويل ومكتمل مع شخص قدم إلى الإدارة العامة من بوابة نظرية (إدارة الأعمال) ومعه تشعر بالضبط شعور المسافر على طريق سريع واسع ثم يجد نفسه فجأة أمام خط ترابي ضيق من المطبات والرمال السابحة. تحدث سمو الأمير طويلاً عن الإدارة المترهلة وكيف أن إنجاز فكرة صغيرة واحدة يحتاج لتوقيع عشرين موظفا. تحدث عن الحاجة إلى مئتي موظف فقط ولكن بكفاءة عالية تخضع لموازين التنافسية في الاختيار، بدلاً من آلاف الموظفين الذين تحولوا مع الرقابة الوظيفية إلى مجرد دفاتر حضور وانصراف. كان واقعياً جداً حين سأله المحاور: هل تريد من الرئاسة أن تتحول إلى وزارة أم إلى هيئة أم تبقى كما هي؟ فأجاب: أفضل أن تتحول إلى هيئة بموظفين أقل وكفاءة إنتاج أكثر.

هنا سأقف للحديث عن جملة من فم الأمير وهو يقول: (إن العمل ليس سحراً ولا ابتكاراً ولكي ينجح المرء فعليه أن يحيط نفسه بفريق عمل أفضل منه....).
لكن تطبيق هذه المعادلة في جملة الأمير يحتاج لتفكيك الهيكل الذي تقوم عليه أنظمة الوظيفة وقوانين الخدمة المدنية. الوظيفة لدينا مجرد سلَّم طويل يصل الموظف عبره إلى المراتب العليا ومناصبها بحسب الأقدمية لا الكفاءة. يتقاعد موظف الرابعة عشرة ليخلفه صاحب الثالثة عشرة، وهكذا مع كل بقية المراتب والمناصب. وهنا يبرز السؤال: كيف تستطيع يا سمو الأمير تحقيق هذا الحلم الإداري بتكوين فريق عمل به من يكون مثلك أو يفوقك في إنجاز وتوليد الأفكار؟ هل تستطيع مثلاً أن تعطي منصب الوكالة، مثلاً، لموظف المرتبة العاشرة بينما النظام يمنحها تلقائياً لصاحب الخامسة عشرة؟ ومع شكري وامتناني لمقامكم على شجاعة القبول بكفاءات أعلى في فريق العمل لديكم، فأنا أدعوكم لكسر هذا السلم الخشبي في تسكين المنصب والمرتبة. نحن يا سمو الأمير، وأتذكر أنني كتبت هذا الوصف منذ سنوات طويلة، اعتدنا على نظرية "الديك والدجاجة" حيث الديك في المنصب الأعلى يفرد ريشه ثم يختار لمساعدته أو في وكالته أجبن دجاجة من بين كل الطاقم كي يظل الديك سيد القرار وصاحب الكلمة الوحيدة. ومع الزمن سيرحل هذا الديك من المنصب وبعدها مباشرة ستتحول تلك الدجاجة إلى ديك، ولأنها تعلمت من الدرس، فبالطبع ستختار لوكالتها دجاجة جديدة وهكذا ستظل منظومة هيكلنا الإداري مثل "أقفاص الدجاج"، وهو الهيكل الوحيد الذي تتحول فيه الدجاجة مع الزمن إلى ديك دون أن تعرف أنها كانت في الأصل دجاجة. لا يقبل بوجود كفاءات من حوله إلا إداري شجاع واثق من نفسه.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/02/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد