عبدالله المزهر

يقول الخبر العادي: رصدت السفارة السعودية في فيتنام سماسرة سعوديين يجمعون العاملات المنزليات بتكلفة لا تصل إلى ألفي ريال، واستقدامهن للمواطنين بمبالغ تتجاوز 25 ألف ريال في بعض الأوقات، أي بنسبة ارتفاع بلغت 1150%. أما الإضافة الجميلة في الخبر فهي العبارة التي تقول: «من بينهم أعضاء من اللجنة الوطنية للاستقدام».

وهذه الإضافة الجميلة هي مربط «الحمار» الذي يشرح كثيرا من الأمور ليس في الاستقدام وحده، فأكثر الأشياء وضوحا هو أن أغلب المشاكل المستعصية الحل هي في الغالب من صنع الأشخاص الذين يفترض أن دورهم هو حل المشاكل.

وتصبح الأمور أكثر وضوحا و»صندوق» المشاكل مفتوحا أمام الجميع حين يضاف إلى هذه الفئة من المسؤولين تلك الفئة الأخرى التي يُطلب منها حل مشكلات وقضايا، مع أن استمرار تلك المشاكل دون حلول هو مصدر دخلهم الرئيسي. وأنتم تعلمون بالطبع أني لا ألمح هنا للأخوة الأفاضل المطورين العقاريين ومشتقاتهم فهم «يسكنون» فوق مستوى الشبهات!

ومن باب الفائدة العامة التي لا علاقة لها بالموضوع فقد جاء في ويكيبيديا أن تعريف المافيا هو: مصطلح يستخدم لوصف نوع من «نقابة عصابات الجريمة المنظمة» تستخدم الترهيب للتلاعب بالنشاط الاقتصادي المحلي، وبخاصة الاتجار غير المشروع.

وعلى أي حال..

فإنه لا يستنتج من هذا التعريف ومن كثرة الأخبار المشابهة للخبر أعلاه أن الذين يتحكمون في كثير من الأنشطة الاقتصادية التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر وتستهدف مدخراته هم ببساطة «مافيا» منظمة بشكل معقد ومتداخل ومريب، الأمر لا يتعدى كونه تشابها في الأسلوب والنشاطات لا أكثر!

صحيفة مكة