نعيب "غيرنا" والعيب فينا
هاني الفردان
وصفت صحيفة "أخبار الخليج" منتخب قطر بعد فوزه بكأس آسيا أمس بـ"المجنس"، وقد أثار الوصف البحرينيين قبل القطريين والخليجين.
وتناقل كثيرون الخبر، وغرد كثيرون منتقدون الوصف في ظل أن البحرين لا تتنكر التجنيس الرياضي أو غيره، وأعلنت ذلك مراراً وتكراراً.
كلنا يذكر تصريح رئيس البعثة البحرينية المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية المقامة في أندونيسيا بدر ناصر(29 أغسطس 2018) عندما قال لوكالة الأنباء الفرنسية "عمليات التجنيس حق مشروع، ونحن نلتزم بالقوانين"، مشددا على أن البحرين لم تجنس "لاعبا مشهورا، بل نأتي بهم صغارا ونتعب عليهم وندربهم ليصلوا إلى البطولات العالمية"، فلماذا نعيب على الآخرين إذاً!
الحديث عن التجنيس في البحرين بكل أنواعه وحتى الرياضي، قضية برمتها ذات أبعاد "سياسية"، قديمة، وآثارها باقية، ومتجددة ليس على طيف واحد بل على المجتمع بأسره.
مساحة الخلاف في ملف التجنيس، كبيرة سياسياً، وحول أهدافها ومتطلباتها، فعلى رغم أن جميع شعب البحرين مؤمن بحقيقة تداعيات ذلك الملف وأضراره البالغة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، إلا أنهم منقسمون على الحاجة له سياسياً، فالمعارضون يرون فيه تهديداً لهم ولوجودهم، ومحاولة لتغيير تركيبة البلد ديموغرافياً، لقلب معادلة "الأغلبية" وتحويلهم لـ "أقلية"، فيما يرى "القريبون من الحكومة" أنها طوق النجاة لهم للحفاظ على مكتسباتهم، وضمان سيطرتهم على مفاصل الدولة، حتى وإن ضغطت تلك الفئة الجديدة على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، وخلقت لهم الكثير من الأزمات والمشاكل.
معيب جداً أن نعيب الآخرين على فعل، نحن نفعله، ونغوص فيه، والأكثر معيباً أننا نكابر ونكذب ذلك.
نعلم أن أي صحيفة محلية لا تجرأ على الحديث عن ما هو واقع في البحرين من أمر حقيقي وموجود كالتجنيس، ولكن المضحك هو أن تتحدث عن ما في جارها وتتناسى ما يحدث في دارها.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2019/02/04