لا يتوقّف الزمن عند الهموم
مريم الشروقي
لا يتوقّف الزمن عند الهموم، بل لابد أن تغيّر حياتك الى الأفضل، ففي بعض الأحيان تتغيّر أحوالك، ولا تتقبّل الوضع الذي أنت فيه، والبعض يتجمّد الزمن عنده ولا يستطيع أن يمر، فتجده يعيش في الماضي، أنا كنت وأنا صنعت وأنا حقّقت وكانت لي تلك المكانة وذلك الصيت!
توقّف عن العيش في الماضي، وعش الحاضر وتفاءل بالمستقبل، فالله أخذ منك شيئا ليعطيك أفضل منه، وأقبل بالواقع وان كان مريرًا، فالدنيا لا تبقى على حالها أبدًا، والمبدع يُبدع في جميع الظروف، لأنّه لا يقتصر على الزمن الماضي، بل يتعدّاه ويعيش الحاضر ويقبل به، ليطوّر المستقبل.
صدّقوني ما كتبناه ليس حلم أو مثالية، بل مرأة تعكس واقع البعض، فيعيش في الماضي أو يتذكّره كأنه أمس، أو في بعض الأحيان لا يقبل بحاله، فتجده في غضب شديد وعدم رضى ممّا حدث له أو لمن يحب.
الأمر بسيط، اغضب واحزن وانكر وتقبّل وعش حياتك، هكذا تسيطر على الأزمة التي حصلت لك، ولا يستطيع أحد كسرك من خلال هذه المشاعر المتنقّلة الى أن تصل الى الرضى التام، ولكن عندما تسيطر عليك الهواجس والأحزان فأنت لن تستطيع الخروج منها.
كن أقوى من ظروفك وأحوالك، فاليوم عليك وغدا لك وبعد غد عليك وبعد بعد غد لك. البعض يقول بأنّ اليوم والغد دوما ضدّي ولا شيء له طعم، ونقول له نعم اليوم وغدا سيكون ضدّك ما دمت تنظر بهذه الطريقة المنكسرة لنفسك، تفاءل بالخير وستجده، تفاءل باليوم الجديد وسيحدث، نكرّرها دوما ويكرّرها التاريخ لا شيء يبقى على حاله.
أيضا حتّى لا تعيش في الماضي حاول ألاّ تجلس مع أشخاص يذكّرونك به أو يجعلونك حزين تتذكّره دوما، اجلس مع يبقى معك في ألمك ويحاول مساعدتك لتتخلّص منه، عش مع من يعطيك الأمل والحب والتفاؤل ويقدّم لك يده من أجل أن تنهض مرّة أخرى.
نعم الأمر ليس سهلا ولكنه أسهل من تعيش معذّب حزين أسير المواقف القديمة، فأنت لا تستطيع ارجاع الماضي، وليس بيدك حيلة لأنّ الرزق مكتوب، ولكن حيلتك أن تقتنع بالتغيير، وهذا التغيير يُفرض عليك فرضا في بعض الأحيان.
اليوم هو الأحد أوّل أيام الأسبوع، ماذا أنت صانع به حتى يوم الخميس؟ اصنع الأحداث واسعد بما لديك، فالأشياء ان ذهبت لا ترجع.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2019/02/17