لعبة (مومو)-1!
مريم الشروقي
انتشرت في الآونة الأخيرة لعبة "مومو" على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي لعبة تُعد الأخطر في العالم بعد لعبة "مريم" و"الحوت الأزرق"، ولم يستطع الخبراء العالميين للجرائم الالكترونية من اكتشاف صاحب حساب هذه اللعبة الى يومنا هذا!
اللعبة ببساطة تظهر على اليوتوب على شكل دعاية، أو على الواتساب على شكل رسالة أو على الإنستغرام أيضا! وتتحدّث معك وتذكر لك تفاصيل حياتك حتى تكاد لا تصدّق، فهناك تفاصيل قد لا تكون موجودة على الانترنت تقولها لك، لأنّ صاحب اللعبة يدخل في بياناتك الخاصّة ويبحث عن جميع معلوماتك.
تطلب "مومو" منك أن تقوم بأمور خبيثة، وفي البداية تطلب منك أن تضرم نار في بيتك مثلا أو تضرب أخيك ضربا مبرحا أو تشقّق دفاتر المدرسة، وتتطوّر إلى قتل الوالدين أو قتل النفس، والى الآن مجموع ضحايا هذه اللعبة على مستوى العالم 12 طفلا بين 12 و18 سنة!
تهدّدك اللعبة إذا لم تستمع لمطالبها بقتل والديك أو أهلك أو من تحب، ولذلك ينتهي المطاف عند قتل الطفل لنفسه! وتنتشر هذه اللعبة بين المراهقين، خاصة أولئك الذين ليس لديهم حسيب ولا رقيب على الهواتف.
كيف نحمي أبناءنا من هذه اللعبة الخبيثة التي لم يستطع أحد إيقافها في العالم منذ 2016 الى يومنا هذا؟! هل انتشرت هذه اللعبة في الخليج أم لا؟! في حال وصولها الى أبنائنا كيف نعالج هذه المصيبة؟!
نحمي أبناءنا عن طريق التوعية والمراقبة والإشراف على ما يتداولونه ويتابعونه، والقرب منهم يحميهم أكثر، وبذلك نستطيع تعديل سلوكهم وإيقافهم من تداول هذه اللعبة.
وقد انتشرت هذه اللعبة في بداياتها في الإرجنتين وحصدت أرواح أطفال أبرياء، وتتحدّث جميع اللغات، فلا تستغربوا إن كانت تكتب بالعربي أو تتباع ما يقال عنها بأي لغة في العالم.
نعالج مصائب الانترنت تحتاج الى كتاب وليس كلمات، فمصائب الانترنت لا تقف عند حدود اللعبة، فكثير من الآباء يشكون إدمان أطفالهم على الإنترنت والهواتف النقّالة والآيباد، وفي الحقيقة الكبار أيضا مدمنون على الهواتف النقّالة والإنترنت، وليس مستغربا في ظل هذه التكنولوجيا أن يدمن أغلب النّاس، وهي حقيقة مرّة نتعاطى معها كلّ يوم.
لو كان لدينا طبيعة ومكان واسع لنصحنا الآباء بممارسة رياضة المشي مع الأبناء طوال اليوم والتفكّر في جمال الأماكن، ولو كان لدينا شيء يشغلهم لقدّمناه لكم، ولكن العالم بأسره لا يعرف كيف يوقف طوفان التكنولوجيا على الأطفال ولا على الكبار، وهذه هي المصيبة الحقيقية صراحة.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2019/03/03