ملاحقة المتظاهرين في غزة عار يشوه صورة الفلسطينيين
عبد الستار قاسم
هل على حماس أن تستنسخ ما تقوم به السلطة الفلسطينية من قمع للمواطنين في الضفة الغربية فتقوم بقمع المواطنين في قطاع غزة؟
ما حصل في قطاع غزة من ملاحقات لمتظاهرين محتجين على فرض الضرائب والأتاوات عار وقبح كبير. وقد شاهدت على التلفاز أعمالا تعبر عن أحقاد وليس فقط عن ردود فعل. لا يجوز إطلاقا أن يقوم فلسطيني بضرب فلسطيني بالهراوات، ولا يجوز بتاتا الاعتداء على الممتلكات الخاصة. لقد شاهدتهم وهم يعتدون على سيارة أحد المعتقلين ويكسرون زجاجها. هذه السيارة سيارة خاصة وربما قدم مالكها دم قلبه لكي يشتريها. بأي حق يعتدون عليها وعليه؟
حماس وفتح تسيئان للشعب الفلسطيني، وواضح أنهما لا تدركان مدى الأضرار التي تلحقها أعمالهما القمعية بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. العالم ينظر إلينا على أننا طلاب تحرر وحرية، وفتح وحماس تؤكدان أننا طلاب سلطة. يكفينا ما نعاني منه من قمع الاحتلال الصهيوني وقمع الأنظمة العربية. لدينا من القمع فائض كبير نوزع منه على آخرين إن شاؤوا. وتأتي الفصائل الفلسطينية لتعكس غباءها علينا بالمزيد من القمع.
الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة منهك من الضرائب والرسوم على المعاملات الرسمية، ومنهك من الأتاوات والخاوات التي تفرضها السلطات. الشعب الفلسطيني لا يملك من المال ليغطي نفقات الفصائل والتي لا يعمل بعضها سوى أنه يحصل على رواتب. الشعب الفلسطيني مع المقاومة ولديه الاستعداد ليفدي المقاومة بلقمة خبزه ودمه، لكنه ليس مستعدا لبذل التضحيات من أجل رفاهية حفنة من المسؤولين. ومثلما تشهد غزة احتجاجات، ستشتعل الاحتجاجات أيضا في الضفة الغربية بسبب الابتزاز المالي للناس.
أعمال الفصيلين تضعفنا أمام الاحتلال لأنها تمزق الشعب الفلسطيني بالمزيد وترفع من مستوى الأحقاد والكراهية والبغضاء، وتؤلب الأخ ضد أخيه والجار ضد جاره. أعمال القمع تقهر المعنويات وتدفع الفلسطيني إلى الكفر بالوطن والمواطن، وتمتع العدو بمشاهدة اعوجاجات عدوه.
إخرجوا أيديكم من جيوب الناس ومن أمعائهم. الناس يريدون إطعام أطفالهم وإلباس نسائهم. أنتم جميعا تعتدون علينا وتشوهون صورتنا أمام العالم.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/03/19