"نعم" و"لاءات" في عيد العمال
هاني الفردان
في كل عام مع عيد العمال يطلق العمال صرخات بنعم ولاءات، تحمل عمق المطالب العمالية، هذه الصرخات ضمت 15 نَعَماً، جسدت حقيقة المطالب العمالية.
نعم للتصديق على معايير العمل الدولية، نعم للشراكة الاجتماعية، نعم للأجر العادل، نعم لاتفاقية 87، نعم لاتفاقية 98، نعم للحد الأدنى للأجور، نعم للعدالة الاجتماعية، نعم لعلاوة الغلاء، نعم لقانون عمل منصف وعادل ونعم للبحرنة وتوطين الوظائف، نعم لعلاوة الإسكان لكل المواطنين أسوة بالعمالة الأجنبية عالية المستوى، نعم للمساواة، نعم لحرية العمل النقابي دون تمييز، نعم لحقوق المرأة العاملة، نعم المفصولين المفرج إلى أعمالهم، نعم للتضامن العمالي العالمي، نعم لحل أزمة البطالة.
ولكن ما الذي تحقق من هذه المطالب؟
لم يتغير شيء على عمال البحرين، إلا في استمرار صرف علاوة الغلاء، ومناقشة قانون العمل الجديد في مجلس النواب، فيما زالت ذات المطالب تتكرر كل عام حتى أضيف عليها الجديد. "لاءات" تعاد وتطلق كل عام: لا للتمييز على أساس الجنس والعرق والأصل واللون والطائفة والعقيدة والرأي السياسي، لا للأجر المجحف، لا للرواتب الخيالية للكبار والفتات للصغار، لا للفساد في التأمينات وفي كل مكان، لا لفصل العمال بذريعة الأزمة المالية، لا لتفتيت النقابات بذريعة التعددية، لا لوقف علاوة الغلاء، لا لمصادرة حرية العمل النقابي، لا للتعسف ضد النقابيين، لا لوقف أجر النقابيين في القطاع الحكومي، لا لتحميل العمال عبء الأزمة المالية، لا لتعطيل البحرنة، لا لكل ما ينال من الوحدة العمالية، لا للمساس بمكتسبات العمال، ولا للتعدي على أموال صندوق التعطل.
ومع كل تلك اللاءات إلا أن بعضها مازال موجوداً ومستمراً برغبة واضحة ومنها التمييز بين عمال البحرين في حق تشكيل النقابات العمالية، والفصل التعسفي للنقابيين وغيرها من القضايا الحساسة والمصيرية.
عيد العمال هذا العام، والعمال يتجرعون "الغصة" بعد "الغصة" فالأوضاع المعيشية تتعقد، والوظائف تنحصر، والعمالة الأجنبية تسيطر على كل الوظائف ذات الأجور العالية، فيما نصيب البحريني من كل ذلك التصريحات والبيانات والكلمات التي لا تعطيه لقمة عيش في الزمن الصعب.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2019/05/01