جرعة قاتلة من الحرب النفسية
ناصر قنديل
– بمعنى الوفاء وقيمه وتوقيته، أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تكريماً للقائد الشهيد مصطفى بدر الدين، جرعة قاتلة من جرعات حربه النفسية سيصير اسمها «جرعة ذوالفقار»، ومع قراءة الإسرائيليين لهذا المقال، وهم يقرأونه بمواظبة ويحللون، سيسهرون وقد قدموا للمقاومة ما يكفي من الدلائل على ابتلاع جرعة ذو الفقار، فقاموا يحاولون في الليل تحت عيون المقاومة التي لا تنام، تمويه الهدف الأهم من مستودعات الأمونيا في حيفا، فيقدّمون ربما هدفاً آخر يضيفه المقاومون إلى بنك الأهداف الخطيرة للحرب المقبلة، وسيسهرون وقد أطلقوا حملة تفتيش عن الكاميرات التي ستنقل على الهواء أي معركة برية مقبلة ليشاهد العالم على الشاشات مباشرة كيف ستدمّر الألوية والفرق البرية لجيش الاحتلال.
– ضربتان على الرأس تتسبّبان بالعمى كما يُقال، وبنيامين نتنياهو قبل أن يفرك عينيه، سيكون قد أحسّ بالعمى. وهو لم يشكل حكومته الجديدة بعد، بينما السيد جاهز لحربه بالتفاصيل، فبنك الأهداف يستضيف أهدافاً جديدة، لم يعد مستودع الأمونيا أهمها، والتحضير للمعركة البرية، التي يشكل دخول الجليل الخطوة الأسهل فيها، ستكون على الهواء بكل تفاصيلها، حيث سيشاهد العالم عبر الشاشات كيف ستدمّر الألوية والفرق الإسرائيلية.
– يعرف قادة الكيان بمستوياتهم السياسية والعسكرية والأمنية، أن ميزة الحرب النفسية التي يتقنها ويبرع فيها السيد نصرالله، عن الحرب النفسية الإسرائيلية، هي كمية الصدق والجدية التي تختزنها، حيث لا مكان للتهويل، وحيث كل تهديد هو وعد ودين، يتحقق ويسدّد في أيام الحرب، وتجربة الإسرائيليين مع السيد نصرلله، تقول إن ما يتبلغونه عبر التهديدات يبقى أقل من نصف ما ينتظرهم مع المفاجآت، التي تتكفّل بحسم مصير الحرب في أيامها الأولى، ولو استمرت لأسابيع، ولا يزال الإسرائيليون يتذوّقون مرارة تدمير بارجتهم «ساعر» على الهواء، الذي وعدهم السيد هذه المرة بأنه سيكون شاملاً لميادين تدمير ألويتهم وفرقهم البرية.
– المعلوم والمعلن أقل من نصف المخفيّ، وما خفي كان أعظم. شعار يعرف قادة الاحتلال حاجتهم للتزود بحكمته في قراءتهم لما أعدّ لهم سيد المقاومة، وقد بات عليهم بعد أن سمعوا ما سمعوه، العودة لسنتين على الأقل من المراجعة والتحضيرات والمناورات، لنقل ما يخشون أن يكون ما قصده السيد بالهدف الأشد خطراً من مستودعات الأمونيا في حيفا، والذي يكفيه صاروخ واحد ليفعل ما لا يطيق قادة الاحتلال وقوعه، ومثله للتحسب للهزيمة الشنيعة التي سيراها العالم كله على الشاشات، والتي إن تعذّر التحسّب لوقوعها، فليكن التحسب لشيوعها، فينصرفون يحسبون ويحصون الكاميرات وأدوات النقل ومحاولة التعرف إلى أماكن توضيعها وأشكال إخفائها، وقد باتت بأهمية معرفة أماكن الصواريخ إن لم يكن أهم.
– في كل مرة يكشف هذا القائد العارف بأسرار الحرب، مهاراته، ومثابرة رفاق دربه، وكفاءات الشهداء الأحياء المستعدّين بلا كلل أو ملل أو وهن لبذل الأحمر القاني لحماية بلدهم، نشعر بالأسى لأن بعضاً من قادة هذا البلد لا زالوا يتجرأون على ارتكاب الخطيئة، ولم يتعظوا مما ارتكبوا من أخطاء.
– «جرعة ذو الفقار» فخر الصناعة اللبنانية سيتذوّقها جيش الاحتلال وقادته إن ارتكبوا الحماقة، لأنهم لا زالوا رغم الخيبات السابقة يراهنون على أقوال وأفعال من يرتكبون الخطيئة من اللبنانيين.
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2019/05/03