يريدون للفوضى أن تحرف الأنظار عن العدو… لكن شعب لبنان أوعى من أن ينساق الى هذا
بسام ابو شريف
لا يوجد أدنى شك لدى أي عاقل من أن الحراك الشعبي الجاري في لبنان ، كل لبنان كان حراكا عفويا ، ورد فعل شعبيا كبيرا على قرارات فرضت مزيدا من الآلام ، والأحمال على كاهل الشعب اللبناني ، وتحديدا على ذوي الدخل المتدني بينما ترك أصحاب الأموال الضخمة خارج اطار الضرائب المضافة !!
ولاشك لدي أن كافة الأحزاب والقادة السياسيين فوجئوا بحجم الانتفاضة الشعبية لامتدادها على كل الأرض اللبنانية تماما كما فوجئوا باستمراريتها ، ووحدة صفوفها بغض النظر عن الانتماءات …. الجوع وحد الشعب !
وبما أن مخطط بومبيو وبولتون ” سابقا ” ، كان مواجهة محور المقاومة في لبنان ” حزب الله وحلفاؤه ” ، بمعارك التجويع ونشر الفوضى فقد وجد العملاء المكلفون بالتنفيذ في هذا التحرك الشعبي المفاجئ فرصة لبدء تنفيذ الاملاءات ، وأصبح يهمهم أن تحرف المسيرة من مسيرة تطالب بمحاربة الفساد والفاسدين واعادة الأموال المنهوبة الى مسيرة تطالب باسقاط ” العهد “
أي اسقاط تفاهم الحريري مع تحالف التيار ” عون ” ، والمقاومة ” حزب الله ” ، ولم يطل الأمر بسمير جعجع فقد تسرع في اعلان استقالة وزراء القوات اللبنانية معلنا الشروع في تنفيذ المؤامرة ، وكان سعد الحريري الواقع تحت ضغوط الأعداء والتزامه بالتفاهم مع الأطراف الوطنية قد أعطى مهلة مداها 72 ساعة في محاولة لتبرير أي موقف سيتخذه ، فان طرح الحلفاء الوطنيون حلولا منطقية فان سعد الحريري سيتبناها ليواجه مؤامرة اسقاط العهد ، وان طالت النقاشات سوف يهرب من المسؤولية مبررا ذلك بعدم تقديم حلول .
وأما دعوة السيد حسن نصرالله الجميع لتحمل المسؤولية فلن تلبى من معسكر حلفاء العدو، وهذا يضع على كاهل المقاومة وحلفها مع رئيس الجمهورية مسؤولية جسيمة ، ونتوقع أن يكون العمل دائرا في حلبة سباق بين المؤامرة وانقاذ لبنان منها، فجعجع يتلقى الاملاءات وخير الأمور هي تلك التي وجه السيد نصرالله الشعب لاتباعها.
الاستمرار في الحراك ضد الفساد، التآخي الكامل مع قوى الأمن والجيش، والرفض القاطع لاسقاط العهد، ومنع سقوط البلاد في الفوضى.
لن يسقط لبنان في الفوضى، فالشعب أدرى بمصلحته لكن العين يجب أن تبقى يقظة من ملاحق المخطط التي سيضيفها الأعداء كلما انهار جزء من مخططهم لمحاصرة المقاومة التي أصبحت تعني محاصرة كل لبنان.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/10/23
