خالد السليمان ..

أصبح بعض المسؤولين يراهنون على الوقت في كل مرة يواجهون فيها عاصفة عاتية من النقد، فالعواصف والأعاصير تضع أوزارها مهما طال عصفها وإعصارها وتهدأ مع الوقت، لكن آثارها المدمرة تبقى شاهدة عليها !

وفي معظم القضايا التي أثارت المجتمع نجد أن الضجيج يهدأ والأصوات تخفت مع مرور الوقت دون أن تغير ردة فعل المجتمع من الأمر شيئا، والسبب برأيي أن المجتمع لا يجد سوى وسيلة واحدة للتعبير عن نفسه وهي وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تغيب مؤسسات المجتمع المدني عن لعب دور تمثيل المجتمع والتعبير عن مواقفه !

في قضية تعرفة المياه على سبيل المثال كنت أنتظر من مجلس الشورى وجمعية حماية حقوق المستهلك دورا أكثر فاعلية في تبني موقف المجتمع ونقل تساؤلاته إلى مواقع القرار بدلا من تركه تائها بين مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات كتاب الصحف وبرامج الحوارات لتبقى مجرد صدى انتقادات وتساؤلات لا تبحث عن الإجابات بقدر ما تبحث عن الحلول لما نتج عن تطبيق قرار زيادة التعرفة !

وعندما يغيب الدور الرقابي لمؤسسات مثل مجلس الشورى فإن من الصعب أن يكون للمجتمع تأثير حقيقي على أي قرار يمسه، وبالتالي منذ اللحظة الأولى لهبوب عواصف انتقادات صدور فواتير المياه بالتعرفة الجديدة راهنت بأن ما نكتبه ونعبر عنه ليس أكثر من زوبعة في فنجان قهوة ساخن سيبرد قبل أن تصدر الفاتورة التالية !

صحيفة عكاظ