عبدالله المزهر ..

أشاهد منذ فترة صرخات استغاثة في تويتر تتعلق بطريق «الحيمة»، الكثير من الناس الذين يصرخون بأن هذا الطريق قاتل ويستنجدون بكل أحد يمكن أن يكون لديه حل أو وسيلة ينقذ بها أرواحا سيزهقها هذا الطريق كما يعتاد أن يفعل بشكل يومي.

لم أكن أعرف أين يقع هذا الطريق ولا من يسلكه، ومع أنني لست وزارة النقل حتى تكون معرفتي لهذا الطريق وخباياه أمرا مهما لكنني بحثت وعرفت، والوزارة التي يفترض أنها تعرف الطريق وتعرف أنه خطر وضيق وليس فيه لوحات إرشادية ولا تنبهات رغم كثرة تقاطعاته لا تهتم كثيرا بالأمر وهي معذورة لأن الطريق والناس الذين يقتلهم الطريق ليسوا في مدن «مهمة» وليسوا بالقرب من مدن يكون موت الناس في طرقاتها حدثا مهما.

في الأيام الماضية توفي خمسة عشر إنسانا في هذا الطريق، وهو رقم كبير وإن كان حتى موت إنسان واحد يعد رقما كبيرا.

ومع أن الرقم كبير ومفجع لدرجة أنه لو مات ربعهم في حادث قطار في الإكوادور أو مقدونيا لقرأنا الخبر في الصحف وشاهدناه في نشرات الأخبار. إلا أن الأمر مر عاديا باردا وكأنه رقم يتحدث عن عدد حضور أمسية شعرية لأنهم ماتوا في «وادي بن هشبل»!

ومن سيهتم لوادي بن هشبل أو الحيمة أو غيرهما مما يشبههما شمالا وجنوبا ويذكرهم في نشرات الأخبار أو يتحدث عن سوء الطرق في أماكن مثل هذه ويطالب بمحاسبة المسؤول عن «موت» أبرياء هناك؟ بالتأكيد لا أحد!

وعلى أي حال..

يبدو أنه من الصعب على «بعض» المسؤولين والوزراء تفهم فكرة بسيطة وسهلة، وهي أن مسؤوليتهم تشمل الوطن كله، وأن قيمة حياة الإنسان في كل مكان منه يجب أن تكون متساوية وأن حقوق المواطن لا تختلف بتغير موقعه الجغرافي على خارطة الوطن.. والسلام!

صحيفة مكة