فرقاك عيد
صالح الشيحي ..
خبر يبدو طريفا، يقول: إن موظفا في إحدى الغرف التجارية أحضر إلى مقر عمله كعكة، أو كيكة، أو تورتة -سمها ما شئت- وكتب عليها عبارة "فرقاك عيد"!
السبب الذي دفعه إلى ذلك هو سعادته الغامرة باستقالة رئيسه في العمل، إذ يبدو أن رئيسه "كبس" على أنفاسه ردحا من الزمن، فجاءت الفرحة معادلة لسنوات العذاب، وضيق التنفس!
لن أقف كثيرا عند هذا الفعل، سيما أن مجلس الغرفة بادر للتعبير عن أسفه، لأن ذلك -حسب تصريحهم المتداول- "خارج عن العادات والتقاليد، ومخالف لتعاليم الدين الحنيف، ومخالف للأنظمة والقوانين"، على الرغم من أن مجلس إدارة الغرفة لم يستند إلى أي دليل واضح معتمد، "لا آية، ولا حديث، ولا نص قانوني"، المهم التعبير عن الأسف، والتلويح بالعقاب، ونقطة آخر السطر!
كما أشرت، لن أقف كثيرا عند هذا الفعل، ولا أعرف، من الذي أصبحت "فرقاه عيد"؟ ومن الموظف؟ سأتحدث بعيدا عن الاثنين. فالذي يهمني حقيقة هم هؤلاء الجاثمون على صدور الناس. حتى يصبح إعفاؤهم، أو استقالتهم مناسبة سعيدة لدى الآخرين!
لماذا يجلس المسؤول -أيّا كانت مسؤوليته أو صفته أو اسمه أو مكانته- حتى يمل الناس وجوده؟! لماذا لا يضع لنفسه فترة زمنية محددة ويغادر بعدها؟
لطالما طالبنا بضرورة تدوير المسؤولين -أيا كانوا- في مناطق بلادنا الثلاث عشرة. نحن بالفعل في حاجة إلى وضع آلية إدارية شاملة، تلزم مسؤولي المناطق بالنقل إلى مناطق أخرى خلال فترة محددة. لكن -وهنا خلاصة ما سبق- طالما النظام لا يخدم هذه القناعات، يفترض أن يبادر الإنسان نفسه بالرحيل؛ فالناس لا تملك خيارا آخر.
نحن لا نتحدث عن "بقالة"، أو "خياط"، لها بدائل في الشارع ذاته. الأمر يتعلق بمنشأة تتماس مع حياة الناس ومصالحهم، وبقاء شخص واحد جاثم سنوات طويلة أحيانا ربما تتجاوز 20 عاما على كرسي هذه المنشأة -حكومية أم غيرها- أمر مزعج، وسلاح ذو حدين أحيانا!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/04/06
