اعذرونا على لقافتنا!
عبدالله المزهر ..
أنار الله بصائركم أيها الأفاضل، وبصيرتي أيضا بما يكفي لأن أجيب على بعض الأسئلة التي يوجهها لي البعض وهو يتوقع أن كاتبا في صحيفة سعودية يعلم ما كان ويستطيع توقع ما سيكون.
مثل غيري من أبناء الأمة العربية الكبيرة بشكل عام وأبناء الوطن السعودي على وجه الخصوص أجد أن أصعب وأثقل عبارة يمكن أن أقولها هي «لا أعلم»، ولدي من الشغف واللقافة ما يجعلني أتخيل حتى الأحاديث التي تدور بين راكبي السيارات التي تقف بجانبي عند إشارة المرور.
سألني أحدهم عن رأيي فيما يقال عن خصخصة أرامكو، وقد ابتدأ سؤاله بعبارة «بحكم اطلاعك» وهي عبارة تجعل من قول «لا أعلم» أمرا محرجا ولذلك فقد حاولت أن تكون إجابتي طويلة حتى يتلاشى الإحراج تدريجيا، اعتدلت في جلستي ثم حمدت الله وأثنيت عليه ودعوت للمسلمين ثم دعوت على الكفار ثم قلت أما في ما يتعلق بسؤالك فالحقيقة أني لا أعلم!
قال لي بعض عبارات يفهم منها ـ تلميحا ـ أن الصحافة السعودية دائخة لا تستكتب إلا دائخين أمثالك لا يعرفون ولا يسألون عما لا يعرفون، وإن عرفوا خافوا من إخبار الناس، وينتظرون تصريحات ولقاءات المسؤولين التي تأتي من وراء المحيطات، ثم يبدؤون في التنظير حولها.
أردت أن أقول إن هذه ليست مشكلة الصحافة، ولكني تراجعت عن مثل هذه التصريحات غير المبررة في آخر لحظة، ومع أني شعرت بالحقد على الأخ السائل لنظرته المجحفة لكني في الواقع لا أختلف معه كثيرا، ولو سألني وقال ماذا قدم الإعلام بوزارته وصحفه وقنواته من أعمال تخص وطنه الذي يخوض حربا في الجنوب وفي الشمال ومع الإرهاب في الداخل، فإني لن أجد إلا بعض «الشيلات» واللقاءات الباهتة التي لا معنى لها!
وعلى أي حال..
ولأننا كما أشرت قبل بضعة أسطر مصابون بداء اللقافة، فنحن نحب أحيانا أن نعرف ما يخصنا قبل أن يعرفه الآخرون.. والسلام!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/04/07