ارحموا من في الأرض
عبدالمحسن هلال ..
يصنف صندوق النقد الدولي كبنك مركزي لكل دول النظام الاقتصادي العالمي، حيث يشترط الصندوق على كل أعضائه تقديم تقرير مشاورات المادة الرابعة، ملخصات للتطورات الاقتصادية بما فيها الميزانية وقطاع النقد في هذه الدولة أو تلك، حسب نظر الصندوق بالتشاور مع مسؤولي كل دولة، وتصدر في شكل كتب دورية، بلغت العام الماضي وحده حوالي 15 كتابا عن دول الخليج الست، نصيب المملكة منها ثلاثة ما بين إصدار عام وإصدار تحت مسمى مشاورات المادة الرابعة.
لا يشك في خبرة وقدرة السادة معدي تقارير الصندوق، وهي معدة بعناية لتنفيذ متطلباته بإجراء إصلاحات هيكلية في السياسة النقدية عموما وفي البنى الاقتصادية على وجه الخصوص. لفتني فيما يختص بالمملكة، بعد التوصيات المتعددة برفع الدعم عن سلع وخدمات أساسية، وهو ما تم حتى الآن، إصرار كتاب التقارير، وفيهم ممثلون لصندوقنا المركزي، ساما، بالقول إن التضخم في أسعار السلع والخدمات إلى انخفاض اعتمادا على تقارير عن مستوى الأسعار عالميا الذي ظل ينخفض شهريا لأكثر من عام، بينما العكس يحدث لدينا. حسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» انخفضت تكلفة المعيشة عالميا وتراجعت أسعار الغذاء بنسبة 1.9 % مطلع العام 2016 بينما زادت لدينا أسعار الغذاء للفترة نفسها بنسبة 13 % مما رفع معدل المعيشة بنسبة 4.3 % (المدينة، 10 جمادى الآخرة الماضي) وتقول تقارير أسواقنا عن شهود عيان إن أسعار سلعنا مرتفعة 15 ضعفا عن مواقع البيع الإلكتروني الشهيرة مثل أمازون وآيباي (عكاظ، 25 جمادى الآخرة الماضي)
عدم تأثر أسواقنا إيجابا بانخفاض أسعار السلع والعملات الأجنبية وتأثرها سلبا بارتفاعها أمر يحتاج إلى وقفة جادة من وزارة التجارة، لن أذكر جمعية حماية المستهلك التي ولدت ميتة ثم دفنت عندما حاولوا إنعاشها، أسأل وزير تجارتنا الهمام الذي له صولات وجولات مع تجار السيارات وقطع الغيار طالما أشدنا بها ككتاب، أسأله أليست سلع غذائنا وقوتنا، وأنتم المؤتمنون على أرزاق الناس، أولى من قطع الغيار والسيارات، والمشتكون منها أضعاف أضعاف المشتكين من قطع الغيار والسيارات، هل مازالت أعمال لجنتكم مع وزارة المالية لتدبير وظائف مراقبي أسواق معلقة مجمدة وبها صدر أمر ملكي قبل سنوات، إذا لم تكونوا واثقين من قدرة جمعية حماية المستهلك الغوها سيدي ولا تحسبوها علينا جهة حماية «ماتشوفش حاجة» أو ادعموها لتقوم بدورها المناط بها. الصيف قادم بلهيبه، وسيبدأ الشعور بلهيب الأسعار، والمواطن يحتاج من يرحمه، بعد الله، ألا يجتمع عليه لهيبان.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/04/13