نحتاج إلى ميثاق شرف
قيس الأسطى ..
هل المطلوب منا – ككتّاب – أن نقود الناس، أم يقودنا الناس؟ هل المطلوب أن نتنقل من حي إلى حي، ومن سكة إلى سكة، ومن ديوان إلى ديوان، لكي نسمع ما يقوله الناس، ونكتبه كي نحوز رضا العامة، أم المطلوب أن نكتب بضمير حي يراعي مصلحة البلد قبل الطائفة والقبيلة والعائلة؟!
إذا كان بعضنا يخاف من الضغط، أكان اجتماعياً أو سياسياً أو عائلياً، فهذا شخص لا يستحق ثقة متابعيه بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام، كما أنه لا يستحق ثقة من أعطاه المساحة التي يكتب بها.
الأمر الآخر، الذي للأسف بات منتشراً وبشكل واسع، هو هذا التراشق الطائفي غير المسبوق، وانتشر كما تنتشر النار في الهشيم بين الأعمدة الصحافية، ومنها أعمدة كبيرة.
من عنده مشكلة مع الآخر، فعليه أن يبعث له «واتس أب» أو «مسج»، في حال كان من «رَبع النوكيا»، أو يلاقيه في قهوة أو ديوان حتى يتناقشا في الأمور التي يختلفان عليها، ولكن أن تستمر الحرب الكلامية بينهما؛ «كلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى»، وليلى هنا هي طائفته أو قبيلته، فهذه كارثة!
في السابق كنا ننتظر فلاناً لنقرأ عموده منذ الصباح. أما الآن، فبعضنا، وهنا لا أعفي نفسي ولا أزكيها، صار يعرف ماذا سيكتب فلان أو علان، لأننا نعرف أنه يكتب لأناس من دون آخرين.
من يرِد أن يكتب، فعليه أن يكتب لأهل الكويت جميعاً، هذه هي القاعدة الذهبية التي نضعها هدفاً سامياً. أما الكتابة لغير البلد، فلا بارك الله فيها من كتابة.
أبدأ بنفسي، وأنصحها، قبل غيري لأقول: إن علينا مسؤولية أن نخبر الناس بالحقيقة، أو ما نعتقده كذلك، فالبلد أهم من الحكومة، ومن مجلس الأمة، ومن الطائفة، ومن القبيلة، والعائلة.. وما يمر بالبلد الآن غير مريح، فإما موضوعية، وإما فلنجلس في أي قهوة أو ديوانية لنندب حظنا، ولنكن جنرالات مقاهٍ أو دواوين، نتحدث في الطب والبنيان والسياسة والاقتصاد، نتحدث في كل شيء، ونحن لا نعرف أي شيء!
فهل وصلت الرسالة؟.. آمل ذلك.
صحيفة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/04/16