أوباما ينصحنا في مذكراته بألا نركن للبيت الأبيض لأن قراره خاضع لتحكم الاحتكارات والصهاينة
بسام أبو شريف
– لماذا نراهن مرة اخرى على الولايات المتحدة ، وننسى الدروس.
– لقد أو صلتنا التجارب الى السعي لعقد مؤتمر دولي ، فلماذا تراجعنا؟
– المقاومة هي سبيل تعديل ميزان القوى ، وهو شرط مسبق لأي نجاح سياسي.
– مذكرات الرئيس اوباما مليئة بالدروس للأصدقاء ، والأعداء.
يكفي أن تقرأ ما كتبه اوباما حول العراق ، وفلسطين في مذكراته حتى تكتشف أن اوباما كان يضم الحقائق المرة حول بشاعة الاميركي في التصرف تجاه الشعوب ، وانه في قناعاته كان يرفض ما ارتكبه الاميركيون تحت ادارة بوش في العراق ، وانه كان مصمما على سحب القوات الاميركية من هناك .
وصف اوباما بدقة ما فعله بوش عندما قال دمر الاميركيون العراق وجيشه وتركوه نهبا للتناقضات الطائفية المريضة ، واعترف بأن اميركا لجأت للارهابيين ( ويقصد داعش ) دون أن يعترف بأنها هي ، التي خلقت منهم قوة بطش رهيبة أعادت المنطقة سنوات للوراء ، وحطمت ماهو أثري وثمين ، وحطمت هي والاميركيون الدولة العراقية ، والعراق مازال يعاني حتى الآن ، وسيعاني أكثر مما ارتكبه الاميركيون تحت حجة كاذبة ، هي امتلاكه للأسلحة البيولوجية !!! ، ويعترف اوباما بوضوح ان قناعته لايمكنها بالضرورة أن تتحول الى موقف للادارة الاميركية ، وحدد أن ذلك الموقف هو عادة خلاصة صراعات وتنافس الاحتكارات الكبرى في اميركا ، ومدى تأثيرها وتحكمها بصنع القرار من خلال الأحزاب ورجال الكونغرس ، الذين يتمولون من قبل هذه الاحتكارات ، لكن أبرز الاستخلاصات كانت تلك التي لم يعنونها ، وهي تأثير الحركة الصهيونية ، ومن اشترتهم في اميركا على قرار الادارة والمتصل بايجاد حل لقضية فلسطين قائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ( على الرغم من أن الادارة الاميركية تحولت بموافقة الأطراف لتصبح القوة العالمية الوحيدة المسؤولة عن ايجاد هذا الحل ، وتطبيق القرارات التي اعتمدت أساسا لمؤتمر مدريد ) ويعترف اوباما ( الذي كانت له مواقف واضحة من أكثر من مشكلة عندما كان عضوا في الكونغرس ، وقبل أن يصبح رئيسا ) ، بأن من يجلس في البيت الأبيض يتعلم كثيرا من الأشياء ، وكان يشير هنا الى أن قناعات الرئيس الذي ينتخب للجلوس في البيت الأبيض ليست بالضرورة أن تكون القرارات النابعة من قناعات الرئيس المبنية على مشاهدت ملموسة لهذه المشكلة ، أو تلك المأساة ، وعلى رأس تلك المواقف ، هو الموقف من مأساة الشعب الفلسطيني فقرار البيت الأبيض ليس قرار الرئيس ، بل هو قرار مراكز القوى والنفوذ ، وما قصده اوباما بأن الجلوس في البيت الأبيض يعلم كثيرا ، هو أن الرئيس يخضع لرغبات وتوجهات هذه الاحتكارات ، ومراكز النفوذ تحت حجج مختلفة ، وعبر عدد كبير من المسؤولين والمستشارين ، وأهم هذه المراكز ” الكونغرس ” ، ومدى خضوع أغلبية أعضائه للحركة الصهيونية بسبب تمويل حملاتهم الانتخابية ، ومصالحهم الشخصية اذ لايوجد عضو في الكونغرس مر ويمر وسيمر على الكونغرس الا ويصبح مليونيرا ، وله مصالحه وشركاته سواء كانت باسم عائلته ، أو بأسماء اخرى .
أردنا أن نصف ذلك باللغة الدارجة نقول ان الكونغرس ، هو بؤرة الفساد والافساد ، التي هيمنت على أغلبيتها الحركة الصهيونية والمؤسسات الاحتكارية ، التي تخطط وتدفع نحو شن الحروب ضد الشعوب الاخرى ، ورغم ما اعترف به اوباما وغيره من الذين اكتشفوا الحقيقة فان لدينا أناسا ، ومسؤولين ، وقادة مصرون على البقاء أسرى الوهم بأن الادارة الاميركية يمكن أن تلعب دورا بناء في لجم التوسع الاسرائيلي ، وقيام دولة فلسطينية مستقلة للفلسطينيين قيام الدولة كاملة السيادة على الأرض التي احتلتها اسرائيل عام 1967 ، ياسادة يا كرام يتطلب ميزان قوى يجبر ليس اسرائيل فقط ، بل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بأنه لابد من اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ، وعاصمتها القدس الشرقية ( وهذا الميزان حتى تكون الشروط واضحة ، هو ذلك الميزان الذي يمكن الفلسطينيين من هزيمة اسرائيل ، فالدولة بالنسبة للاسرائيليين هي مسمار أول في نعش دولة الاستيطان الاستعماري / الدولة الصهيونية هي مشروع نهب ثروات المنطقة بتحالف الامبريالية والصهيونية ، ولا علاقة له الا من باب التضليل بالأرض الموعودة ودولة اليهود فاليهود هم الأدوات اليوم ، لكن هذه الدولة العنصرية ، هي قاعدة أمامية للنهب الامبريالي ، وسيأتي يوم وترون فيها العنصريين الذين يحكمون في اسرائيل هم عنصريون من ألوان مختلفة ) .
والعمل لتغيير ميزان القوى ليس معجزة ، وأصبحت طريقه واضحة ، فمن خلال المعركة التي يخطط لها الامبرياليون ، وشريكهم الصهيوني ، وتابعهم من أسر الجزيرة والخليج الحاكمة ، هي معركة محور المقاومة في المنطقة كلها ، فأي انتصار للمقاومة في اليمن ، هو انتصار على اسرائيل ، ونصرة لفلسطين ، وعندما يتمكن المقاومون العراقيون من صياغة عراق أصيل سنرى العراق قوة لصد المشروع الصهيوني تماما كما هي سوريا الآن .
محور المقاومة يتيح لنا مسارا لتعديل ميزان القوى ، وعلينا أن نركز الجهود لتصعيد المقاومة الشعبية لتصبح عارمة ، وبقوة الانتفاضة الاولى فهذا سيحاصر العدو ، ويربكه ، وينهكه على جبهة من الجبهات ، وانضمام الجبهات الاخرى سيزيد من تعديل ميزان القوى ، ميزان القوى ليس حساب طائرات ف 35 ، وصواريخ ، وقبة حديدية فهذه أسلحة لن تفيد العدو أمام انتفاضة شعبية عارمة .
اوباما يقول لنا بصراحة : لاتعتمدوا على البيت الأبيض ، فهو أسير الصهيونية ، وينصحنا بأن نشكل حالة تفرض نفسها على جدول مصلحة الولايات المتحدة حتى تمكن من هو في البيت الأبيض على اتخاذ قرار بالالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2020/12/08