من بدأ المأساة ينهيها!
عبدالله المزهر ..
حتى تفهم الوضع بشكل جيد، تخيل أيها »الموظف« السعودي أنك الآن في الأسبوع الثالث من الشهر.
أنت ـ غالبا ـ في هذا التوقيت تبدأ في تأجيل الكثير من الأمور لأنك على وشك الإفلاس، الأسبوع القادم هو أسبوع ترقب طويل وممل وأنت أشبه بالعاجز تنتظر الراتب المأمول والذي سيطير ويختفي في أفضل الأحوال بعد أسبوعين من وصوله إلى حسابك.
حسنا..
يوجد موظفون سعوديون مثلك يعملون في شركات »كبرى« بدون ذكر أسماء لأن الكل يعرفها ـ أكملوا الشهر الثالث ويدخلون الشهر الرابع دون رواتب أو حتى جزء منها، وهم مثلك تماما يعتمدون على رواتبهم ولديهم أسر ومصاريف وحياة، ولديهم ـ مثلك أيضا ـ التزامات وديون وأقساط ومصاريف.
هم بلا رواتب بسبب مشكلة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وهم بلا رواتب لأن الذي يفترض أنه مسؤول عن حل هذه المشكلة لا يعاني كثيرا بسبب تأخر الرواتب ولا يخيفه صوت هاتفه لأن »ديانا« في الطرف الآخر يريد أن يحصل على أمواله ولا تعنيه مشكلة بعض الشركات، ولا يعتقد أنه مسؤول عن تحمل مشاكل تلك الشركات مع موظفيها!
وجود هذه المشكلة من الأساس أمر معيب، واستمرارها دون حل يجعلها تتعدى مرحلة العيب إلى مراحل أخرى وأطوار أخرى أشد قبحا من العيب!
وعلى أي حال..
حل المشكلة الذي يخلق مشكلة أكبر ليس حلا، وأيا كانت المشاكل والحلول فإنه لا يفترض أن يدفع الآلاف من صغار الموظفين ثمن تلك الحلول أو المشاكل.
وكأني أسمع صوت موظف ما لا يتقاضى راتبه يقول لأحد ما في مكان ما لا أعرفه ـ مع عدم الاعتذار من نزار ومن نجاة:
أنا أحبك يا سيفا أسال دمي
يا قصة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأساة ينهيها
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/04/19