«داعش» منا وفينا؟!
علي أحمد البغلي ..
الانتحاري الكويتي الذي فجّر نفسه في العراق الأسبوع الماضي، ونعته قيادات «داعش»، ونعاه والده، وكذلك عدد من المتطرفين عندنا.. برزت في مواجهته عدة أسئلة مستحقة وردت لي في رسالة بوسائل الاتصال الاجتماعي.
هذا الانتحاري شاب يدرس في الولايات المتحدة وعلى نفقة الحكومة الرشيدة! وترك دراسته والتحق بأعداء الله ورسوله والخلق أجمعين «داعش».
أين الدولة منه؟! وهل قطعت وزارة التربية مرتبه الشهري، أم ما زال ماشيا في ديرة «على البركة»؟!.. هل لدى «أمن الدولة» ملف عنه وعمن يصاحبهم في الكويت؟ وماذا لو تحول «داعش» من عدائه للمسلمين السنة والشيعة ومسيحيي وايزيدي الشرق إلى عداء سافر مع الولايات المتحدة، وأمر ذلك الشاب، الذي نعتقد جازمين بأنه سيستقر في سقر هو ومن عزى بفقده، ويعتقد هو أنه بفعلته الشنيعة سيدخل الجنة؟
ماذا لو قام ذلك «الغر الجاهل» بتفجير جسده في ساحة التايمز Time Square في نيويورك مودياً بحياة المئات من المدنيين الأبرياء من الأميركان وغيرهم؟.. فماذا سيكون موقف حكومتنا الرشيدة غاضة البصر والطرف عن هؤلاء مع حليفها القوي بالولايات المتحدة؟!
* * *
سلطات الــ «اف بي اي» F.B.I في المدينة التي كان الانتحاري يدرس بها، شكت في كل الطلبة الذين كانوا يدرسون معه من الكويتيين وحققت معهم تحقيقات مكثفة، والمفارقة المضحكة ــ المبكية أن أحد الطلبة الذين تم التحقيق معهم بصرامة وجدية كان ينتمي إلى المذهب الجعفري!.. لكن كيف ستُفهِم الأميركان أن «داعش» يعادي الشيعة أكثر من عدائه لليهود والمسيحيين؟!
نتمنى على أحد النواب أن يأخذ زمام المبادرة ويوجه بعض الأسئلة المستحقة للحكومة الرشيدة، لعل وعسى أن تصحو من سباتها العميق، قبل أن نبلى بكارثة على غرار مجزرة جامع الإمام الصادق، لكن هذه المرة بصناعة كويتية مئة في المئة!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
• هامش:
قررت لجنة من 6 أطباء نفسيين بعد الفحص الشامل للقوى العقلية لمدعي الجنون، أنه مسؤول عن أقواله وأفعاله.. كما طلب النائب العام له عقوبة السجن المؤبد.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/04/19