بيرني ساندرز.. لماذا يستحق الدعم؟
جيمس زغبي ..
قبل أشهر، أيدت ترشح بيرني ساندرز لمنصب الرئاسة الأميركية. وقد حصل ساندرز على تأييدي لأنه يفهم ما فعلته الاتفاقيات التجارية السيئة وطمع الشركات بمجتمعاتنا. وفي الوقت الذي لم يتكبد فيه بعض السياسيين عناء الحديث عن نتائج إغلاق المصانع، وتصدير الوظائف إلى آسيا، كان ساندرز هو الشخص الوحيد الذي تناول القضية بقوة، وتعهد باتخاذ قرار حاسم يحمي العمال الأميركيين ومجتمعاتهم.
وقد فتح ساندرز نقاشاً وطنياً بشأن هذه القضية المهمة، ساعد على فهم مخاطر طمع الشركات التي تواصل وضع مصالحها قبل مسؤوليتها في أن تكون منصفة لأولئك الذين أفنوا أعمارهم في بناء أعمالها.
وقد أذهلتني أيضاً الطريقة التي يتحدث بها ساندرز عن الحقائق المجردة بشأن القضايا الأخرى المهمة التي لطالما تم تجاهلها في الولايات المتحدة، مثل غياب المساواة في الدخل، والدور المفسد الذي تلعبه رؤوس الأموال في السياسة، والحاجة إلى تغطية رعاية صحية عالمية. وبإظهار تصميم قوي على إثارة هذه القضايا، فتح ساندرز مجالاً لجعلها جزءاً من نقاشنا السياسي.
ومن المذهل بالمثل الطريقة التي استجاب بها شباب الناخبين لساندرز. وفي بداية الأمر، كانت استطلاعات الرأي تظهر أن الناخبين الشباب يعزفون بشكل كبير عن السياسة كالمعتاد. لكن في ضوء عدم رغبتهم في الركون إلى الوضع القائم، ألهمهم شغف ساندرز وصدقه، وأصبحوا منخرطين في العملية السياسية. وفي استطلاعات الرأي في ولاية تلو أخرى، يكسب ساندرز بغالبية ساحقة تأييد الناخبين الذين يبلغون أقل من 35 عاماً من العمر، وبنحو هامش 70 نقطة. يقول الناخبون الشباب إنهم يثقون بساندرز أكثر مما يثقون بمنافِسته. ويرون أنه صادق، وهذا هو ما دفعهم إلى تأييد ترشحه.
وقد أدهشني أيضاً موقف ساندرز تجاه الالتزام بقوة أميركية للقتال في معارك لا طائل من ورائها، وبدعوته الذكية والشجاعة للموازنة بين مخاوف الإسرائيليين ومخاوف الفلسطينيين، وبالتعاطف الذي أظهره تجاه المعاناة التي تحمّلها الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال. وفي ما يتعلق بهذه القضية، لم يكن لساندرز الموقف الأفضل بين المرشحين في السباق فحسب، لكن موقفه أيضاً هو الأفضل بين المرشحين منذ عقود. وقد بدا ذلك واضحاً بقوة في مناظرة الحزب «الديموقراطي» التي جرت في بروكلين بولاية نيويورك الأسبوع الماضي، عندما سئل: لماذا اتهم إسرائيل باستخدام العنف المفرط؟ حيث ثبت على موقفه، وبدأ يشرح بهدوء أسبابه التي أسعدت مؤيديه.
وأخيراً، قوبل ترشح ساندرز بالتجاهل من قبل الصحافة في بادئ الأمر. وحتى الآن يتم التقليل من فرصه في الفوز. وبرغم ذلك، يواصل «ابن مدينة بروكلين»، المولود لأبوين مهاجرين من بولندا، والبالغ من العمر 74 عاماً، حشد الانتصارات بينما يحول بيئتنا السياسية الأميركية إلى الأفضل. ومثلما قال أحد أبناء نيويورك ذات مرة: «إنما الحسم عند النهاية»!
صحيفة السفير اللبنانية
أضيف بتاريخ :2016/04/20