حسم القائد خامنئي الامر وحدد: لا تفاوض قبل رفع العقوبات وصواريخ ايران لا تفاوض حولها
بسام أبو شريف
جبهة المقاومة واضحة مباشرة، وصلبة، أما على الجانب الآخر، فهنالك مأزق اذ تحور الولايات المتحدة وتدور بحثا عن مخرج من الأزمة ، أو عن مدخل للعودة لاتفاق ايران النووي ، ويحاول البيت الأبيض استخدام حلفائه الاوروبيين، الذين برهنوا عن قلة مصداقية لأنهم لم ينفذوا تعهداتهم لايران بعد عقوبات ترامب ، وحلفاء البيت الأبيض بحاجة لمن يساعدهم ، وغير قادرين على مساعدة بايدن .
أما خط التصعيد في سوريا ، والعراق للضغط على ايران ، فقد باء بالفشل ، وسيفشل ان صعد أكثر، وبالأمس لجأ البيت الأبيض لمجموعة من أعضاء الكونغرس قاموا بتقديم مشروع قانون بحث بايدن للعودة للاتفاق النووي ، واذا أردنا تحليل هذه الخطوة نقول انها التمهيد لرفع العقوبات .
موقف ايران الثابت يستند للحق ، والعدل ، لكن قوته لا تكمن في هذا الأساس فقط بل لأنه يستند الى قوة عسكرية ضاربة تخشى الولايات المتحدة من ردودها في حال استخدام القوة ضد ايران ، وأطراف معسكر العدو تضم اسرائيل ، ان لم تكن اسرائيل على رأس هذا المعسكر وتشهد علاقات البيت الأبيض ، واسرائيل نوعا من الفتور لأن بايدن طرح بقوة تصوره المخالف لصفقة القرن ، التي هندسها ترامب ونتنياهو ، وأعاد الموقف الى ما كان عليه في عهد اوباما باعلانه أكثر من مرة أن حل الدولتين ، هو الطريق للسلام .
هذا تصادم استراتيجي بالنسبة لنتنياهو ، كذلك شكل موقف البيت الأبيض من العودة للاتفاق النووي تصادما استراتيجيا آخر ، وفي حال رفع الولايات المتحدة العقوبات كي تعود للاتفاق فان الصدام ستعلو وتيرته ، لذلك عقد نتنياهو سلسلة من الاجتماعات مع وزبر الدفاع ، ورئيس الأركان ، وضباط الاستخبارات ليبحث في تحرك اسرائيل ” لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي ” ، ورصدت الأموال للعمليات المقرة بتحويلها من بنود الى بند العمليات في الموازنة .
تسريب هذا الخبر، هو نوع من التهديد للرئيس الاميركي ، وصدرت أوامر الحكومة الاسرائيلية لكل مراكز التأثير، والضغط في اميركا واوروبا لعرقلة ماينوي بايدن القيام به وأرسل نتنياهو رسائل عاجلة لحلفائه الخليجيين ، ولمحمد بن سلمان في محاولة لجرهم الى موقفه ، وعدم القبول بموقف بايدن ، هذا الصدام قد يتطور ، لكنه سيبقى محصورا بين الادارة الاميركية ونتنياهو ، وليس اسرائيل ، فدعم اسرائيل لن يحيد عنه بايدن ، ويعتبر الخلاف مع نتنياهو فقط .
هذا يشير الى أن الميدان في الشرق الأوسط يحمل احتمالات مختلفة ، وقد تأتي لحظة يفلت فيها الزناد ، فتنشب حرب مدمرة ، لكن حتى الآن تحصر الولايات المتحدة ، والناتو عملها بالتآمربالعراق ، وسوريا ، ولبنان ، وربما يكون لبنان الأسرع ، فقد حركوا الراعي في دعوة للتدويل ، وهذا أخطر مايواجه محور المقاومة.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2021/02/27