عبدالله المزهر ..

يوم غد هو الاثنين المنتظر الذي سيشهد إعلان برنامج التحول الوطني، كثير من الأفكار التي سمعتها عن هذا البرنامج تدعو إلى التفاؤل وأشياء أخرى لم أفهمها بعد.

إجمالا وقبل أن نعرف ماذا سيحمل هذا البرنامج فإنه لا يوجد إنسان عاقل لا يتمنى أن يكون وطنه هو الأقوى والأجمل والأكثر عدلا ونزاهة بين أمم الأرض. وهذا أمر يبدو أنه محل اتفاق كافة الكائنات السوية، والأمر الآخر الذي لا يبدو أنه محل خلاف أيضا هو أن «عرّاب» هذا الحراك والتحول المنتظر الأمير محمد بن سلمان صاحب رؤية مختلفة وطموحة وحريص على أن يفهمه الناس ويفهمهم وهذه كلها أشياء في المجمل تبشر بالخير.

لكن وبما أن برنامج التحول الوطني ما زال شيئا منتظرا ولم يعلن حتى اليوم فلعلي أكتب بعض الأمنيات.

الأمنية الأولى أن يُقضى على الشيطان الكامن في التفاصيل قبل أن يقضي على البرنامج، كثير من المبادرات والبرامج الطموحة في عناوينها قضى عليها شيطان التفاصيل الصغيرة التي تبدو في البداية غير مهمة ولكنها في آخر المطاف تكون هي المتهمة الوحيدة بقتل الأمل!

الأمنية الثانية أن يؤدي برنامج التحول هذا إلى عدالة يثق بها الجميع لا تحابي فاسدا ولا لصا، أتمنى أن يكون في هذا البرنامج شيء يجعل للفاسدين أسماء، وأن تذهب إلى غير رجعة حقبة «فساد بلا فاسدين»!

والأمنية الثالثة هي أن يكون من مخرجات هذا البرنامج المنتظر وطن أقوى، وطن لا تزعجه الحرية وأن يختفي من القاموس السعودي في العهد الجديد أي لفظ يدل على معتقل بسبب رأيه!

ثم أما بعد:

فإن أمنيتي الأكثر خصوصية هي أن يؤمن القائمون والمنفذون وكل من له علاقة بهذا البرنامج أن النقد واجب مهما كان قاسيا أو حتى متجاوزا، وأن سماع أصوات النقد أهم بكثير من سماع أصوات المديح. وأن الناجحين لا يزيدهم النقد إلا نجاحا.. والسلام!

صحيفة مكة