هجوم نطنز يظلّل «فيينا»: توقّعات باستطالة المحادثات
محمد خواجوئي
طهران | تبدأ، اليوم في فيينا، جولة جديدة من المحادثات لإعادة إحياء «خطّة العمل المشترك الشاملة» (الاتفاق النووي)، بينما يُلقي التفجير الذي طال منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، وكذلك إعلان العقوبات الأوروبية الجديدة على إيران، بظلالهما عليها. وكان الوفد الأميركي يأمل أن يتراجع الوفد الإيراني، بعد الضربة التي تلقّتها بلاده، عن مواقفه السابقة في شأن رفْع جميع العقوبات دفعة واحدة، ويرضخ لنموذج «الخطوة خطوة»، لكن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قال، في أوّل تعليق له على حادثة «الإرهاب النووي»، إن «الصهاينة يريدون الانتقام من الشعب الإيراني بسبب النجاحات التي تحقّقت على طريق رفع العقوبات الجائرة، لكننا لن نسمح بذلك، وسننتقم من الصهاينة أنفسهم بسبب هذه الإجراءات». ويَقصد ظريف بـ»مسار رفْع العقوبات»، المسار الذي بدأ في فيينا، حيث يَظهر أن الفريق الحكومي المفاوِض يشترك، في المرحلة الحالية على الأقلّ، مع الأطراف الغربيين في التشديد على أن هجوم نطنز يجب أن لا يلقي بظلاله على المحادثات.
من جهة أخرى، أكّد ظریف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في طهران أمس، «أننا سنقوم بتخصيب اليورانيوم في نطنز بمعدّلات أكثر سرعة وبأجهزة أكثر تطوّراً». وفي السیاق نفسه، أعلن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، رئیس الوفد المفاوض عباس عراقجي، أمس، عند وصوله إلى فیینا، أن طهران ستبلّغ «الوكالة الدولية للطاقة الذرّية» ببدء تخصيب اليورانيوم عند مستوى 60%. ويبدو أنه إن أرادت إيران استبدال أجهزة الطرد المركزي، لكي تعيد تعزيز موقفها على الطاولة، فإن ذلك بحاجة إلى وقت. وهذه القضية يمكن أن تطيل أمد المحادثات النووية على الأرجح. وفي هذا الإطار، رفض مصدر مطّلع قريب من الفريق الإيراني المفاوِض، في تصريح إلى «الأخبار»، احتمال أن يؤدّي حادث نطنز إلى تسارع وتيرة محادثات فيينا وتراجُع إيران أمام مطلب الأطراف الآخرين، مستدركاً بأن «هذا الحادث يُبطّئ مسار المحادثات». بناءً على ذلك، يَظهر من المعقول أن تتّخذ إيران وضعية دفاعية، وتضع فاصلاً زمنياً للمحادثات لكي تستجمع قواها، وتتمكّن من ضخّ الغاز في سلسلة جديدة من أجهزة الطرد المركزي.
كان الوفد الأميركي يأمل أن يتراجع الوفد الإيراني عن مطلبه رفْع العقوبات دفعة واحدة
وتُسمع في إيران أصوات متباينة في شأن ربط محادثات فيينا بتفجير نطنز، إذ نشرت صحيفة «كيهان»، القريبة من مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، مقالاً بعنوان «الانسحاب من محادثات فيينا ومعاقبة إسرائيل هما الردّ على التخريب في نطنز»، قالت فيه إن «تزامُن محادثات فيينا مع العمل التخريبي في منشأة نطنز يُظهر أن هذين التطوّرين ينجَزان بهدف مشترك، والهدف الرئيس هو دفع إيران إلى موقف الضعف والحصول على تنازلات من جانب واحد من بلادنا». وأضافت الصحيفة: «نظراً إلى الدور السافر لأميركا وإسرائيل وبعض الحكومات الأوروبية في الأعمال التخريبية في المنشآت النووية الإيرانية، فإن الانسحاب من محادثات فيينا ومعاقبة إسرائيل يُمثّلان الردّ الحازم والرادع على مخطّط العدو المشؤوم». في المقابل، اعتبرت صحيفة «اعتماد»، المقرّبة من «التيار الإصلاحي»، أن طلب الانسحاب من محادثات فيينا «يصبّ في مصلحة إسرائيل». وقالت: «إن لم تفضِ المحادثات الخاصّة بإعادة إحياء الاتفاق النووي إلى نتيجة، فإن إيران ستصبح مرة أخرى تحت طائلة عقوبات الأمم المتحدة، وهذا هو بالضبط مطلب إسرائيل، والذي يطرحه بعض الأشخاص».
جريدة الأخبار اللبنانية
أضيف بتاريخ :2021/04/14