إني متفائل فافعلوا!
عبدالله المزهر ..
ثم جاء الاثنين المنتظر وأعلنت الرؤية السعودية 2030، وكان بعدها يوم حافل للأمير محمد بن سلمان أجرى فيه لقاء تلفزونيا ثم مؤتمراً صحفيا حول ذات الأمر. والحقيقة أن كثيرين -وأنا منهم- أسعدهم في حراك يوم الاثنين أشياء كثيرة حتى لو لم يفهموها، ولكن لأنهم كانوا يحلمون بالتغيير، وما حدث يوم الاثنين قد يكون بداية الحلم.
ولأني لا أفهم كثيراً في الاقتصاد -ولا في غيره- فإن أكثر ما أعجبني في يوم الاثنين هو لقاءات الأمير محمد بن سلمان لأنه كان -بالنسبة لي على الأقل- شخصية غامضة، ولكن هذه اللقاءات كشفت عن إنسان واثق ومتحمس ومليء بالطموح، وهذا في حد ذاته شيء مريح ومبشر بخير.
الرؤية -كأي رؤية- تتحدث عن خطوط عريضة حول الطموحات والأهداف، وبالطبع فإن المفترض أن يكون الخبراء الاقتصاديون الذين ملؤوا الفضاء ليلة الإعلان هم من يشرح للناس تصورات عن مزايا وعيوب وعوائد ومخاطر تلك الرؤية، لكني في الحقيقة -ولا أظنني وحدي- لا أثق كثيراً فيما يقولون، لأنهم هم ذاتهم بشحمهم ولحمهم ومايكرفوناتهم الذين كانوا يمتدحون الوضع الذي كان مليئاً بالهدر المالي ويصورونه على أنه شيء عظيم.
وهؤلاء تحديداً هم الذين يجب أن تحذرهم كل خطة وكل مشروع، وأن يتجنبهم كل مسؤول يريد نجاحاً حقيقياً، وإذا كان الأمير الطموح يتحدث عن الشفافية فإن هؤلاء عوازل تحجب الحقيقة يبحثون عما يريد المسؤول سماعه ثم يقولونه. النجاح الحقيقي يحتاج إلى شفافية ونقد ومحاسبة، وأي تحول لا يعد هذه الأشياء من مرتكزاته الرئيسية فإنه سيكون بطيئا في سباق لا ينتظر أحدا!
وعلى أي حال..
أنا متفائل بمستقبل واعد، وحياة أجمل ووطن أقوى، وهذا في حد ذاته »تحول شخصي«، وأتمنى أن يصبح التفاؤل عدوى تنتقل للجميع، لأن التفاؤل حين ينتشر في أوصال المجتمع فلا علاج له إلا النجاح!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/04/27