السواق غشيم
صالح الشيحي ..
أثناء استبشارنا ببرنامج التحول الوطني -الذي سمعنا عنه من خلال التلفزيون- قررت الكتابة عن التعليم، على اعتباره الركيزة الأساس لأي تحول. غني عن القول إن التعليم أساس النهضة. لن تجد دولة متقدمة في العالم إلا ولديها بالضرورة تعليم متقدم.
قلت في مقال أمس، إن الزمن يمضي ومهما كان لدينا الحماس والرغبة والطموح، فلن نصل إلى ما نريد طالما أعضاء فريقنا لا يمتلكون اللياقة الكافية. اليوم أقول على وجه التحديد دون "تحول التعليم" لن تنجح كل البرامج مهما كانت رغبتنا. اللهم إلا إذا أردنا استقدام 5 ملايين شاب من اليابان وكوريا والسويد وسنغافورة ومنحناهم الجنسية، فهذا أمر آخر!
خلاصة الحكاية، أنني استيقظت صباحا للكتابة عن التعليم. موضوع شائك مبعثر، لا تعلم من أين تبدأ وكيف تنتهي!
قررت أن آخذ فاصلا، كالبرامج التلفزيونية، واستعرضت صحيفة "الوطن"، فوجدت المانشيت التالي: وفاة طالبة وإصابة 26 في حادثة سقوط مظلة مدرسة بمحايل عسير!
أغلقت موقع الصحيفة، أدركت أن التعليم ليس في حاجة فقط للتطوير. هذه الحوادث المتتالية الناجمة عن الإهمال، تُفضي إلى نتيجة حتمية واحدة تقول: لا بد من إعادة البناء!
والبداية من مدير التعليم نفسه. بناء مدير تعليم مؤهل. مدير تعليم يقظ، على قدر من المسؤولية، يدرك حجمها ويتحملها. نحن في حاجة إلى مدير تعليم يخرج ويقول بالصوت المرتفع: أنا المسؤول. أنا من يتحمل مسؤولية وفاة طالبة. انقلاب باص معلمات. مصرع طالبة تحت عجلات باص. اختناق طالب. إهانة معلم. ضياع حقوق معلمة. سقوط جدار. سقوط مظلة!
حينما نعثر على مسؤول من هذا النوع نبدأ بالحديث عن التعليم.
من السذاجة أن تتحدث عن خارطة الطريق بينما الرجل الجالس خلف مقود الحافلة غير قادر على قيادتها أساسا!
أنا لا أعرف معالي وزير التعليم الجديد الدكتور أحمد العيسى. كل ما أعرفه عنه هو كتابه الشهير "إصلاح التعليم في السعودية.."، وحديثه العلمي عن عجز الإدارة التربوية.
أسأل نفسي اليوم هل الرجل الذي أخرج لنا ذلك الكتاب راضٍ بالفعل عن الموظفين الحاليين الذين يشغلون مناصب مديري تعليم!
يا معالي الوزير: أي حديث عن التعليم وتطويره في ظل وجود كثير من هؤلاء، هو "مضيعة وقت"!
خالص العزاء لذوي الطالبة المتوفاة في عسير، ودعواتنا بالشفاء لزميلاتها.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/04/27