غابت الضمائر وحضر الألم
عبدالرحمن حسن الشهري ..
لم تكن كارثة مظلة الريش التي هزت المجتمع بكل أطيافه مسؤولون ومواطنون شيوخاً كباراً وصغاراً وليدة اللحظة بل انها امتداد لحوادث أخرى كثيرة ولكن كان العامل المساعد في عدم ظهورها هو انحسار خسائرها على قواطع وتماسات كهربائية أو نافذات وأسوار استنادية.
وكم من محنه في طيها منحه ، نعم لقد إعادة سقوط مظلة الريش خارطة الطريق لوزارة التعليم ولإداراتها بالمملكة مراجعة مشاريعهم الهزيلة ، والتي تنفذ ورقياً دون التأكد من سلامة مواصفاتها ومعاييرها ميدانياً ، والتي ثبت بالدليل أنها هدر مالي رغم الميزانيات التي تضخ لجعل المناخ التعليمي بيئة تربوية مناسبة تحتضن النشء .
وكشفت كارثة مظلة الريش أن الكثير ممن يعملون في أقسام المباني وإدارات الأمن والسلامة في إدارات التعليم ليس لهم علاقة بتخصصاتهم التي يمارسون من خلالها العمل وأن اللجان التي يقومون بتشكيلها لاستلام المباني هي مجرد أجراء روتيني تكشفت أقنعته مع هبوب عاصفة ورشة مطر .
مدارس البنات تئن من كثرة المشكلات الكهربائية وكذلك تغطية الساحات الداخلية للفناءات بهناقر الحديد والتي قد تسجل كارثة قتل جديدة وقد ذكر لي الكثير من الأهالي في بعض القرى أن مدارس البنات هي قنابل موقوتة قد تنفجر تباعاً بمشكلاتها المتجذرة والتي لم تجد طريقها للحلول سوى بوعود تخديرية من إدارات المباني والتشغيل والصيانة وزيارات مكوكية للمراقبين الفنيين ، والأمر من ذلك إسناد مسؤولية الأمن والسلامة لخريجات معاهد أعداد المعلمات والإداريات في المدارس !
ختاماً متى ما غاب ضمير المسؤول فحتما سيقتل ضمير مرؤوسيه وبخاصة حينما تكون الأمانة تتعلق بتجمعات بشرية بالمئات تستوجب الحذر ، فالكثير من المشاريع التعليمية التي نفذت المواد المستخدمة فيها مخالفة لكراسة المقايسات ، فعندما يتم تركيب مظلة بمواصفات عالية تجدها واقعاً من ذات الجودة الرخيصة ، والأمر ينسحب على الأعمدة والخرسانة والمواد الصحية وهكذا .
ومضة : نتمنى أن تكون المحاسبة على قدر الحدث .
صحيفة أنحاء
أضيف بتاريخ :2016/05/03