آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
قاسم حسين
عن الكاتب :
كاتب بحريني

ماذا سنفعل بعد بوار النفط؟

 

قاسم حسين ..

هل كان أحدٌ منا يتوقع قبل عامين فقط، أن يأتي يومٌ يتم فيه الحديث عن بوار وليس فقط نضوب النفط؟

نضوب النفط كان مطروحاً قبل عقود، فالكلّ كان مدركاً أن لهذه الثروة أجلاً محتوماً، ستجف بعده الآبار وتنتهي حقبة النفط. لكن أحداً لم يتوقع أن تأتي المفاجآت والتغيرات سراعاً، بعد انهيار أسعار النفط، حيث سمعت أغلب شعوب المنطقة فجأةً عن «النفط الصخري». والجميع يدرك اليوم أن دولنا لم تحسب لهذا اليوم حساباً، ولذلك سقطنا في هذه الدوامة من الهلع والاضطراب، شعوباً وحكومات.

قبل أيام، تم تداول مقطع فيديو بأحد البلدان المجاورة، يبدأ بعبارة: «وداعاً للبنزين»، ويقول عن المخترع الذي قدّرتُ عمره في حدود الأربعين عاماً، بأنه حيّر علماء النفط والغاز والبيئة، ونال عدة طلبيات من دول أوروبية وكندا وغيرها، بعد أن اكتشف بديلاً عن وقود البنزين بوقود الماء. ويُظهر التقرير عملية تعبئة خزان الوقود بأنبوب الماء العادي (الهوز)، ويقوم أحدهم أثناء التعبئة، بارتشاف غرفةٍ من الماء مباشرةً وشربها. ويقول المخترع: «أخذت من الهيدروجين الموجود في الماء وحوّلته إلى طاقةٍ بدل البنزين». واستغرقت العملية من الباحث علاء الدين جاسمي زرقاني، 8 سنوات من البحث، وبعدها قام بتطبيق النتيجة على سيارته الخاصة بمحافظة الأهواز، بعدما صنع مضخةً أو جهازاً خاصاً شبيهاً بفلتر جهاز تحلية المياه، وثبّته تحت مقعد السيارة الخلفي، كما يظهر من الشريط. ويوضح المخترع أن السيارة تقطع 10 كم بكل لتر من البنزين، بينما تقطع 30 كم بكل لتر من الماء.

أحد أهم فوائد الاختراع الجديد أنه يحدّ من التلوث الذي تعاني منه كثير من عواصم العالم ومدنه الكبرى، كما أنه لا وقود يُحرق ولا غازات تُطلق، مثل الكربون المنبعث من حرق البنزين والذي يضرّر السيارة نفسها. والماء لا يطلق غاز الكربون، وإنما يطلق بخار الماء، وهو ليس مادة ملوثة للبيئة.

الفيديو يظهر فيه رجال دين، بعمائم بيضاء وسوداء، ولا يظهر فيه اسم القناة التي عرضت التقرير، وقطعاً للشك قصدت شخصين من بلدين عربيين مختلفين، لهما خبرةٌ وثقافةٌ ورأي. وكان سؤالي: إذا صحّ هذا التقرير ألن يكون ذلك ثورةً؟

الأول الذي كان يعمل أستاذاً جامعياً، أجاب: "سوبر ثورة. ومبارك للمخترع الجهبذ. غير أنه لتعميم هكذا ثورة... فقد حاولها قبله أفراد كثيرون، قبل 40 سنة في الفلبين مثلاً، ولكن لم تسمح له قطط الشركات النفطية الكبرى الست، ولا الأوبك، ولا وزارة النفط والصناعة".

الشخص الآخر أجاب على سؤالي حيثٍ مازلت في دائرة الشك: هل تتوقع أن هذا التقرير صحيح؟ بقوله: "نعم، صحيح. التكنولوجيا تتقدّم وهناك شعوب نائمة في العسل. وإذا اخترع أحدهم شيئاً فعليه أن يهاجر ليعمل في الخارج. نفس الاختراع عمله شخص فلسطيني العام الماضي في غزة، مستعملاً ماء البحر، باستخراج معادنه للحرق في السيارة. بل إن اليابانيين اخترعوا بطارية تُشحن بواسطة التبول عليها". وأضاف: "الطامة قادمة، ومن اعتمد على استيراد البشر والحجر، ونسي ما أنعم الله عليه من الفكر والطاقة، سيجر على نفسه وعلى الأجيال القادمة المصائب".

شعوب تخترع وتتقدّم، وشعوب نيام، غارقةٌ في الشتائم وعصبيات الجاهلية وخلافات الطوائف والقبليات.

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2016/05/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد