إنها ليست مشروعا ولا مشروعة!
عبدالله المزهر ..
الكاتب الصحفي ليس أكثر من موظف، يكتب كلاماً «يحلل» به ما يتقاضاه من دراهم معدودة.
كنت -مثل أغلب الناس- أعتقد أن الكتابة هي أهم مشروع في الحياة، ولكني بدأت بشكل تدريجي أقتنع بسخف هذا الاعتقاد حتى وصلت لإيمان مطلق بأن كل ما آمنت به لم يكن سوى وهم لم يحدث، وأني لم أنظر للكتابة يوماً على أنها مشروع، بل خالجني ما يشبه اليقين أنها أيضاً ليست «مشروعة».
الكتابة قد تكون مشروعا بشكل آخر، شكل تجاري بحت تكون الأموال فيه هي معيار النجاح والتقدم وهي المقابل المنطقي والحقيقي للكلام الذي يقال، وللكلام الذي لا يقال أيضاً.
يقول إمام الضالين جميل الرويلي: «إن الكاتب الحقيقي هو الذي لا يعاني من عقدة الاحتياج، وإن الفرق بين الإبداع والنجاح هو أن الإبداع هو حين تعبر الفكرة عن نفسها، أما النجاح فهو حين يعبر الكاتب عن الآخرين». انتهى كلامه غفر الله لي وله.
وهو كلام جميل ولكنه غير مفيد، وبناء على نظريته هو نفسه التي تقول بأن الكلام المفيد أجمل من الكلام الجميل، فإن الكلام المفيد هو أن الكاتب يجب أن يكتب حسب ما يطلبه الآخرون الذين يظن أن لديهم ما يلبي احتياجاته، سواء كانت احتياجاته مادية أو معنوية. وإن وجد ذلك صعباً على نفسه فإن الحل الوحيد المتاح هو أن يكتب لنفسه ويصرخ في وجه المرآة بدلاً عن البحث عن ناشر أو قارئ أو رئيس تحرير ليزعجهم بصراخه!
وعلى أي حال..
أكره تقمص دور البطل الذي يريد إنقاذ العالم لسببين، أولها أن العالم ماض إلى حتفه ولن ينقذه أحد، وثانيها أني لست كذلك، ولو كان هناك من سيكون سببا في حل مشاكل العالم فإني -ولله الحمد- سأكون الوحيد الذي لا علاقة له بهذا الموضوع من بين السبعة مليارات آدمي الذين يسعون في مناكب الأرض.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/05/08