آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سالم بن أحمد سحاب
عن الكاتب :
أستاذ الرياضيات، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة

غزة تحت الحصار! وما أدراك ما غزة!!


سالم بن أحمد سحاب ..

غزة تحت الحصار! وما أدراك ما غزة!! يوم الاثنين الماضي نشرت هذه الصحيفة الغراء صورة تضج بالأمل والحياة والسعادة لأطفال عائلة الهندي الثلاثة الذين ماتوا احتراقًا يوم السبت الماضي في غزة بسبب شمعة متقدة تركوها وناموا نومة لن يفيقوا منها إلاّ يوم يُبعثون. هذه الأسرة لم تستخدم الشمعة ليلهوا بها الأطفال، أو ليُطفئوها احتفالًا بعيد ميلاد طفل أو طفلة! كلا بل هي الوسيلة التي لم يستطيعوا توفير غيرها كي يُضاء لهم بيت متواضع، أو يستذكر طفل مرهق بائس، أو تعد والدة لهم طعامًا لبطن جائع.

هؤلاء أضناهم الفقر بسبب حصارٌ جائر ظالم تُمارسه الدولة المارقة والحكومة الفاجرة في تل أبيب من غير رحمة ولا شفقة ولا إنسانية. هذه إسرائيل واحة الديمقراطية في شرقنا الأوسطي كما يزعم الغرب الظالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. إنه الاستعلاء الذي لا حدود له، والذي يصفه القرآن الكريم بالعلو الكبير (ولتعلنّ علوا كبيرا).

الكارثة ليست هنا فحسب، وإنما في جهاتٍ وشخصيات لا تتورَّع عن مساندة هذا البغي والظلم، بعضها يُعلنه بكل فخر واعتزاز، وبعضها يسرّه، وقد يُبدي عكسه. يتناسى هؤلاء أن الله لا ينسى، وأن عاقبة البغي أشد ألمًا على الباغي مهما طالت الأيام، ومهما ظن أولئك أنهم عنها مُبعدون.

أما الإثم الأكبر، فهو صمت معظم المسلمين عمّا يجري هناك في غزة الصامدة، وكأنّ لا شيء يعنيهم، فتركوا أهلها لحصار امتد أكثر من 10 أعوام، لا غذاء ولا دواء ولا مواد للبناء والتعمير، ولا أجهزة للتطبيب ولا للتعليم ولا غيره.

ألا يخشوا سنّة الله الجارية على مَن خذل مسلمًا، فكيف بمئات الألوف منهم! ألا يتنبّهوا إلى وعيد الله وترهيبه من هذه العزلة التي تفصل بين أقوام من المسلمين وآخرين يُشاركونهم صحة المعتقد وسلامة المنهج وصدق التوجه!

صور المعاناة كثيرة لا تُحصى، وأبواب الابتلاء على إخوتنا في غزة لا تكاد تُعَد. هم نجحوا في اختبار الصمود، فلم يمنحوا العدو شيئًا من مطالبه، وعلى رأسها الاعتراف الرسمي به، وهو الصهيوني المحتل المغتصب الحاقد الظالم.
وأما الراسبون، فبشّرهم بخذلان أشد وأنكى!

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/05/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد