الكلام.. ترفيه لا بد منه!
عبدالله المزهر ..
جمعتكم مباركة، وبما أن الجمعة عيد وإجازة فلعله اليوم المناسب للحديث عن «الترفيه» الذي كان الكلمة الأكثر ترديدا بين معاشر السعوديين والسعوديات في الأسبوع المنصرم، وهو من الفعل رفه. وجاء في المعاجم أن «الراء والفاء والهاء أصل واحد يدل على نعمة وسعة مطلب. ومن ذلك الرفه، وهو أن ترد الإبل كل يوم متى شاءت.. قال الشاعر:
يشربن رفها عراكا غير صادرة
وكلها كارع في الماء معتمر
ومن ذلك الرفاهة في العيش والرفاهية، ويقال: بيننا وبين فلان ليلة رافهة، أي لينة السير لا تعيي».
هذا كان حديث المعاجم، أما حديث الناس فكل فئة من الناس فهمت الترفيه ـ الذي أصبح له هيئة مستقلة ـ بطريقتها. فأقوام فهموا الترفيه على أنه فعل كل أمر محرم، ولا يخطر في أذهانهم حين يسمعون كلمة الترفيه إلا صور لا يصح لغير البالغين مشاهدتها حتى في خيالهم.
وهؤلاء هم أنفسهم ـ غالبا ـ الذين يتحسسون من كلمة «الحرية» ولا يجدون لها معنى في أذهانهم إلا «قلة الأدب».
وفئة فهمت الترفيه على أنه أنشطة عقلية وبدنية تمارس فيها رياضات شد الحبل وكسر القانون وتحطيم العود والقضاء على الكمان واستضافة أطول رجل في العالم وأقصر رجل في الكوكب. وأن هذه الهيئة المستحدثة ستحدث نقلة نوعية في فعاليات «الملاعب الصابونية».
وفئة ثالثة ـ وأنا منهم ـ لم تفهم شيئا ولكنها تريد المشاركة في فعاليات الحديث عن الترفيه لأنهم يؤمنون بأن الكلام في الأشياء التي لا يفهمونها فن عظيم من فنون الترفيه!
وعلى أي حال..
يقول بعض الناس ـ الذين لا أعرفهم ـ أن الأمر لا يحتاج لهيئة من أي نوع، كل ما يلزم هو أن تفتح المجال للمستثمرين وتهيئ لهم الفرص وتقلل التعقيدات وهم سيتدبرون بقية أمرهم بأنفسهم وسيملؤون الأرض ترفيها حتى يتمنى الإنسان التعاسة فلا يجدها!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/05/13