ما مهمة وزارة الإسكان
هايل الشمري ..
خلال حفل تسليم مشروع إسكان حفر الباطن، وجه مراسل "الوطن" الزميل دغش السهلي سؤالا إلى وزير الإسكان عن حقيقة أن المشروع كان في أصله خيريا باسم الملك عبدالله، رحمه الله، قبل أن ينتقل إلى وزارة الإسكان، فكان رد الوزير الحقيل ألا إجابة لديه!
وإن امتنع معالي وزير الإسكان عن الرد على سؤال الزميل السهلي، إلا أن الإجابة لدى أهالي حفر الباطن ويعرفونها جيدا حتى قبل إنشاء وزارة الإسكان!
اللافت أن طريقة توزيع تلك الوحدات السكنية على مستحقي الدعم السكني كانت توحي بأن المشروع خيري، وذلك من خلال تسليم مفاتيح الوحدات على المواطنين أمام فلاشات الكاميرات!
قد يظن البعض أنه لا فرق بين أن يكون المشروع خيريا وآخر أنشأته وزارة الإسكان وأشرفت على إنشائه منذ اللبنة الأولى، لكن الحقيقة أن الفارق كبير في التكلفة والسعة والتشطيب. لا يمكن المقارنة بين مشروع صمم لإيواء المحتاجين والأرامل والأيتام وسكان بيوت الصفيح، وإسكان حكومي سيتحمل المواطن مقابله قرضا قيمته 500 ألف ريال. ولنفرض أن المشروع من أساسه مخصص كإسكان للمتقدمين على البوابة الإلكترونية لبرنامج إسكان، نظرة عامة على إحدى وحداته السكنية كافية للحكم على مدى استحقاقها مبلغ نصف المليون ريال كقيمة، صدقوني إن الأمر لا يحتاج لاستشارة مهندس معماري ولا خبرة مقاول للتأكد من ذلك.
في يوم تسليم الوحدات السكنية على المواطنين غردت وزارة الإسكان عن المشروع ووضعت صورا لإحدى وحداته وهي مجهزة بأثاث كامل لإعطاء انطباع لدى الرأي العام بأن الوحدات مؤثثة، بينما تلك الوحدة السكنية مجرد نموذج، فيما تسليم بقية الوحدات السكنية على "البلاط".. حتى المطورون العقاريون لا يفعلونها غالبا عند التسويق لمشاريعهم!
مهمة وزارة الإسكان هي مساعدة المواطن على إيجاد مسكن ملائم يستحق قيمة القرض الذي سيدفعه لسنوات طويلة، لا التحول إلى "شريطي عقار" يبيع على الناس منتجات سكنية بأعلى من تكلفتها الحقيقية!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/05/13
