آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هايل الشمري
عن الكاتب :
هايل الشمري. أخصائي نفسي ، يكتب في "الوطن" منذ عام 2006. يطل كل إثنين وخميس في زاوية (خروج عن النص). طقطق علينا! الرفاهية المحتكرة!

الرحلة 1048


هايل الشمري ..

هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية التي نرى فيها اعتذار الخطوط السعودية لركابها، لدرجة أني عندما قرأت البيان الذي اعتذرت فيه لركاب الرحلة 1048 عن تأخر رحلتهم لساعات، وما عانوه من سوء تعامل، وتأكيدها فتح تحقيق وتعويض لهم، رجعت للتأكد من اسم الناقل الجوي، إذ لم يمر عليّ من قبل أن اعتذر ناقلنا الوطني هكذا!

فقد جرت العادة أن تكون الخطوط الجوية السعودية الطرف الأقوى في العلاقة مع العميل، لذا رسم هذا التفاعل علامات تعجب بقدر الساعات الطوال التي أمضاها ركاب تلك الرحلة داخل الطائرة بلا اهتمام.

لكن كل ذلك زال بعدما اتضح أنه كان ضمن ركاب تلك الرحلة شخصية اعتبارية غردت عن الحادثة في "تويتر" بتغريدتين فقط، لكنها كانت كافية لقلب الموازين، وتحويل الخطوط السعودية إلى أسطول من المشاعر والكرم والمهنية!

العجيب، هو التفاعل السريع من حسابات "مطار الملك عبدالعزيز"، و"العناية بالضيوف" التابع للخطوط السعودية مع التغريدة، ووجودهم في"منشن" صاحبها لتقديم العون والمساعدة، ولو كان نصف هذا الاهتمام من نصيب الركاب المتضررين على الواقع لما تفاقمت الأمور، ووصلت إلى ذلك السوء!

لا يمكن لي التصديق مثلا أن المسألة تتمثل في ضمير كان في سابع نومة ثم صحا فجأة لتقوم الخطوط السعودية بما يتوجب عليها فعله، بدليل أن تلك الرحلة ليست وحدها التي يتعرض فيها الركاب لمثل هذه المواقف. بل إنه في ذلك اليوم نفسه كان هناك تأخير لرحلات أخرى.

عموما، لننظر إلى الموضوع من جانب آخر، ونستفد من تلك التجربة، إذ بالنسبة لركاب الرحلة 1048 فالتاريخ يسجل لهم أن الخطوط السعودية تنازلت عن كبريائها واعتذرت لهم، وهو امتياز لم يتح لأحد من قبل، ولو كنت أحد ركاب تلك الرحلة لوضعت نسخة من ذلك الاعتذار ضمن سيرتي الذاتية!

أما عني، فقد تعلمت أنه وقبل الاستفسار من موظف حجز "السعودية" عن إمكان وجود مقاعد، أن أسأله وبشكل مباشر وصريح: فيه "شخصية" بتسافر معنا على الرحلة نفسها؟!

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/05/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد