آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبده خال
عن الكاتب :
روائي وكاتب سعودي

كل رحلة في خطر


عبده خال ..

يتحرك العالم تحت وطأة الشعور بأنه مهدد في حياته بفعل إرهابي.
وهي حركة مقلقة بحيث تربط أي فعل بالإشارة لخلخلة منظومة القيم الإنسانية، مما يعني مراجعة المكتسبات البشرية والتخلي عن بعضها بحجة المحافظة على الأمن.

ولأن العمليات الإرهابية اتسعت وشملت جل دول العالم تراجعت الحركات المؤيدة لحقوق الإنسان مقابل حفظ الأمن للإنسان؛ ولذلك ظهرت مراجعات للحقوق والواجبات.

ويكفي تعدد مساوئ الإرهاب أن يكون سببا في تقييد حركة الإنسان، وتجميد حقوقه للدرجة التي تحوله إلى متهم.
هذا ما أحدثه الإرهاب، وأضاف لذلك نزع الهدوء والطمأنينة من الكل.

وما حدث للرحلة المنكوبة ٨٠٤ التابعة للطيران المصري كان شبح الإرهاب حاضرا، فتشاركت دول العالم لمعرفة ما الذي حدث للطائرة؟

وهذا يؤكد أن الجميع فقد الأمن والهدوء وأن ثمة رعبا ينبثق من أي حدث حتى لو كان حدثا عاديا، فالإرهاب قضى على حالات الطمأنينة.

وتحول اختفاء الطائرة المصرية وتحطمها إلى حديث مبسوط، نثرت فيه أقاويل شتى ومع ظهور أي معلومة تتعلق بالحدث تزداد مؤشرات الخشية من دخول الإرهاب كمحصلة نهائية لما حدث. خصوصا وأن الخبراء يؤكدون أن سقوط الطائرة لا يمكن أن يكون ناتجا من خلل فني وأن الانحرافات الشديدة التي أصابت الطائرة قبل اختفائها يشي بأن أمرا عنيفا قد حدث.
ولأن حوادث الطيران تحتاج إلى فترات زمنية طويلة قبل معرفة سر أسباب السقوط فقد انصبت التحليلات بجملة تكهنات تحاول تلمس الإجابة عن سؤال:

- ما الذي حدث؟
وأي رحلة دولية تقل جنسيات متعددة يصبح الحادث محل اهتمام الجميع.. ويصبح السؤال أكثر إلحاحا.

وحادثة الطائرة المصرية المفتوحة على جميع الاحتمالات يقرب الظن بأن أيدي الإرهاب حاضرة، فإذا كان آخر انطلاق للطائرة من باريس (وفرنسا مستهدفة إرهابيا) إلى مصر (ومصر مستهدفة أيضا) يكون تقريب الظن بأنها عملية إرهابية.

وثمة إشارة تستوجب قرع الجرس بأن جميع الرحلات في خطر ما لم تنهض كل دولة بإعادة النظر في الإجراءات المتبعة في تجهيز الرحلات، وإعادة النظر في سجل العمالة وتقييمها وإدخال كاميرات المراقبة الفورية وضبط تصاريح الدخول إلى الطائرة، وكذلك الوقوف على كيفية تزويد الطائرة بالوقود والطعام.

أصبح الناس في رعب حقيقي، ليس من الطيران ذاته، وإنما لدخول الإرهاب إلى منطقة تهديد حياتهم مباشرة.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/05/22